رجال التعليم يردون على بنكيران




بعد تصريحات السيد رئيس الحكومة والتي دعا فيها رجال التعليم إلى تفادي تقبيل التلاميذ مخافة أن يتم استغلال هؤلاء الأطفال جنسيا، يمكن القول أن رئيس الحكومة لم يعد لديه ما يقدمه للشعب المغربي سوى السخافات ، فعوض أن يتحدث البطل المغوار عن خارطة طريق يمكن أن تعيد الهيبة للمدرسة المغربية وتخرج المنظومة التعليمية من أزماتها ،عاد الرئيس المبجل إلى مناقشة أمور تافهة لا تغير شيئا من الواقع المزري الذي يعيشه القطاع .

نعم نحن بدورنا نقدر حرص رئيس الحكومة على الأطفال المغاربة ونشاطره الرأي في أننا يجب أن نكثف الجهود لمحاربة استغلال الأطفال ونوافقه الرأي في تصريحاته الداعية إلى عدم تقبيل الأطفال وإن كنا نعرف أن لا أحد حسب علمنا يقبل الأطفال في المدرسة ، كل هذا جميل  لكن إذا كان رئيس الحكومة لديه كل هذا الحرص الشديد على أبناء المغاربة ، فلماذا لم نسمع لرئيسنا البطل أي صوت عندما تم العفو عن مغتصب الأطفال دانييل الذي هتك أعراض المغاربة جميعا ؟ وإذا كان كل هذا الاهتمام بالطفولة من طرف سعادة الوزير فلماذا لم يتخذ إجراءات جدية لحمايتها على أرض الواقع ؟

ليعلم رئيس الحكومة وليعلم من يسير في نهجه المعوج، وليعلم أنصار حزب العدالة والتنمية الذين طالما يطبلون للوهم ،أن حماية الطفولة لا تحتاج إلى مثل هذه التصريحات بل عفوا هذه السخافات التي طالما يرددها أصحاب المصالح والتعويضات الخيالية ، بل حماية الطفولة تحتاج إلى برامج وإلى مخططات تهدف إلى إعادة الاعتبار لهذا الكائن الذي هو أساس المجتمع ،وذلك من خلال التفكير في منظومة قانونية متكاملة والتفكير في استراتيجية شاملة تضع الطفل من الأولويات وليس عبر لغة الخشب التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي عودنا عليها من هم على رأس القرار في هذه البلاد .

  بنكيران لا يملك الجرأة للحديث عن انجازاته التي لم تتعد الصفر، ولاعن وعوده الوردية التي قدمها إلى المغاربة على طبق من ذهب ، ولا يملك ولو قليلا من المصداقية ليعلن للشعب عن فشله الذريع في كل القطاعات ، فالرجل لم يجد ما يبرر به ذلك الفشل ، سوى الأستاذ الذي أصبح لقمة سائغة بين يديه يحمله فشل كل القطاعات ، بل لا نبالغ إن قلنا أنه قريبا سيخرج علينا هؤلاء ليعلنوا أن الفساد يكمن في قطاع التعليم وأن المفسدين هم من رجال التعليم ونساءه ، أما من سبق وأن اتهمهم السيد بنكيران بالمفسدين والذين توعد الشعب بمحاربتهم فهؤلاء أصبحوا من الذين يشاركون رئيس الحكومة في مسرحيات الإصلاح والذين لا يجوز إلا أن نقدم لهم تحية الإجلال والإكبار تكريما لهم على ما قدموه من خدمات للبلاد والعباد.

مثل هذه التصريحات تضاف إلى سلسلة من الحملات الممنهجة التي أعلنتها الحكومة على الأستاذ منذ أن وصل السيد بنكيران إلى سدة الحكومة ، حيث كل الاتهامات توجه إلى الأستاذ ، بل لوحده يتحمل مسؤولية فشل المنظومة دون غيره ،فمؤخرا لاحظنا كيف سمح  وزير التربية والتكوين لنفسه أن يلقي اللوم على الأستاذ ويحمله ما لا يستطيع عليه صبرا ، حيث أكد أن رجال التعليم هم السبب في فشل المنظومة التعليمية ،وقبله كانت مجموعة من المحطات التي أرادت من خلالها هذه الحكومة التستر على مسارها الحافل بالإخفاقات التي لا تنتهي .

مثل هذه التصريحات  عفوا المسرحيات  التي غالبا ما يلجأ إليها رئيس الحكومة وما يليها من زوبعة تنتهي في غالب الأحيان بلاشيء ، هدفها التطبيل لعهد حكومته السوداوي الذي لم يغير شيئا من الواقع والذي لا يبشر إلا بأزمات هي في طريق التفاقم إن بقي مثل هؤلاء في السلطة إلى أجل غير مسمى ، لأن منطق هؤلاء ليس هو الإصلاح ، وليس هو التطلع إلى مستقبل يعيد الأمل إلى الشعب الذي يئن من شدة الألم ، وإنما هدفهم هو كسب المزيد من التعاطف من طرف هذا الشعب الذي يبدو أنه فهم المسرحية منذ بدايتها .

بشرى للسيد بنكيران أنه لم يعد أحد على وجه البسيطة يصدق تصريحاته، ولا حتى وعوده التي غالبا ما يقدمها للمغاربة والتي تحمل في طياتها كل أنواع الكذب الحلال ، الذي أصبح من المسلمات عند رئيس الحكومة وعند حزب العدالة والتنمية وعند أتباعه الذين مازالوا يسبحون بحمد شيخهم بنكيران والذين هم في غبائهم يعمهون .

رشيد أخريبيش






تعليقات

المشاركات الشائعة