الحكومة تروج لمشاريع «فاشلة» في أوربا للحصول على الدعم






فجرت مسؤولة في الاتحاد الأوربي مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشفت أمام وفد من الصحافيين المغاربة ببروكسيل وثائق تثبت استمرار استفادة البرنامج الاستعجالي للتعليم المدرسي من الدعم المالي للاتحاد إلى غاية نهاية دجنبر الماضي، رغم إقرار الحكومة فشل هذا البرنامج، الذي كلف ميزانية الدولة حوالي 33 مليار درهم منذ سنة 2009.

وقالت آن نيكولاي، المسؤولة بالاتحاد، إن الدعم الذي قدمته البلدان الأوربية للبرنامج الاستعجالي، والذي ناهز 93 مليون أورو، مكن من تحقيق نتائج جيدة استفاد منها قطاع التعليم المدرسي، حيث ساهم في رفع معدل نسبة التمدرس في الوسط القروي إلى أزيد من 54.6 في المائة، كما رفع معدل تمدرس الفتيات بالوسط نفسه إلى أكثر من 94 في المائة. 

ويظهر من كلام نيكولاي أن الحكومة روجت لمعطيات «كاذبة» حول البرنامج الاستعجالي داخل أروقة الاتحاد الأوربي، حيث بدت المسؤولة الأوربية مقتنعة بنجاح البرنامج، رغم أن الأرقام المتوفرة داخل المغرب، والتي أعلن عنها رسميا وزير التربية الوطنية محمد الوفا، تفيد بأن البرنامج تعتريه نقائص كبيرة أدت إلى فشله. وحسب آن نيكولاي، فإن برنامج دعم تنفيذ الاستراتيجية المغربية لفائدة التعليم (2009-2012)، الذي يهدف إلى ضمان جودة التعليم الإجباري وتمكين الجميع منه، وتقليص نسبة الانقطاع عن الدراسة، وتعزيز الكفاءات المهنية لأعضاء هيئة التدريس، والذي يستهدف أساسا المناطق القروية في المغرب، حقق نتائج كبيرة، إذ مكن من تراجع معدل التكرار بشكل ملحوظ إلى 8.2 في المائة في 2011/2012 مقابل 12.6 في المائة في 2007/2008، كما ساهم في تراجع الانقطاع عن الدراسة في الإعدادي بشكل كبير، حيث لم تتعد نسبة الانقطاع 10.4  في المائة في 2011/2012 مقابل 13.4 في المائة في عام 2007/ 2008، بفضل تدابير الدعم الاجتماعي مثل مشروع «تيسير»، وتطوير المقاصف والداخليات، واعتماد النقل المدرسي في المناطق القروية.


واعتبرت المسؤولة الأوربية أن نقاط قوة الدعم القطاعي للميزانية هي مواكبة الإصلاحات المهيكلة، ومن وجهة نظر أكثر تقنية، الحد من تكاليف المعاملات، وزيادة القدرة على التنبؤ بالمعونة وما تتيحه من تسهيل إظهار ودراسة النتائج الملموسة للسياسات العامة. غير أن المسؤولة الأوربية أشارت إلى أنه، بالنظر إلى خصائصه، يبقى من الصعب ضمان وضوح تمويل الاتحاد الأوروبي لمختلف عمليات الدعم القطاعي للميزانية. 



عبد الرحيم ندير        

تعليقات

المشاركات الشائعة