أكثر من 800 تلميذ يدرسون بمدرسة لا تتوفر على مراحيض









لا تتوفر على شبكة للصرف الصحي، وغير مزودة بالماء الصالح للشرب، وساحتها تحولت إلى مستنقع ، وحاجتها للمراحيض من المطالب التي لم تتحقق لحد الآن: ومع ذلك تحملوا كل هذا لأزيد من سنتين ، قبل أن يفقدوا صبرهم حين صار هذا الوضع يهدد صحتهم أمام صمت الجهات المسؤولة.



الأمر يتعلق بمدرسة «بوخالف»، الواقعة بتراب عمالة طنجة أصيلة، التي ظهرت بها، وفق ما أعلنت عنه جمعية آباء وأولياء التلاميذ حالة جديدة من مرض المينانجيت، أصابت أحد الأطفال خلال  هذا الأسبوع ، بسبب ما أسموع «الوضع الكارثي»، الذي تعيشه هذه المؤسسة، في ظل غياب المرافق الصحية، واستمرار تلوث المحيط البيئي للمدرسة كما جاء في بلاغ الجمعية.



هذه المؤسسة التي كانت توجد بمنطقة قروية قبل أن تصبح جماعة «بوخالف» ضمن المدار الحضري لطنجة وتحمل اسم جماعة  «اكزناية»، سبق لها أن تخلصت من البناء المفكك، حين خضعت لعميلة الإصلاح، وتم بناء أربعة أقسام في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبعدها تم إنجاز ستة أقسام أخرى جديدة بشراكة مع شركة عقارية كبرى، استفادت من مشاريع سكنية مجاورة لموقع المدرسة، حيث كان من المقرر إحداث قاعة متعددة التخصصات ومرافق صحية بنفس المؤسسة، حسب ما تضمنته الاتفاقية بين الطرفين، إلا أن الأشغال توقفت منذ أزيد من سنتين دون سابق إنذار.



«مدرسة بوخالف» التي تضم حوالي 800 تلميذ، ظلت طول هذه المدة بدون مرافق صحية، ويستغل لهذا الغرض بشكل مؤقت مرحاضين غير صالحين للاستعمال، فيما تتزود المؤسسة بالماء الصالح للشرب عن طريق السقي من أحد المساجد المجاروة لها، في غياب قنوات للصرف الصحي، وهو ما جعل ساحة المدرسة تتحول إلى مستنقع بسبب فيضان مياه «المطمورة » الملوثة.



الحالة التي صارت عليها هذه المدرسة، بعدما أصبح التلاميذ يدرسون وسط مستنقع تنبعث منه روائح كريهة، كانت وراء قيام جمعية آباء وأولياء التلاميذ بتنظيم وقفة احتجاجية أمام باب المؤسسة، بتاريخ 2 يناير المنصرم، خاصة بعدما ظهرت أول حالة لداء المينانجيت، أصابت التلميذ «أبو بكر حمدي» في المستوى الأول، حيث اعتبرت الجمعية «أن ظهور هذه الحالة يعود بالدرجة الأولى إلى الوضع الصحي المتدهور الذي تعرفه المؤسسة».



الوقفة الاحتجاجية المذكورة كان قد حضرها مدير أكادييمة التعليم بجهة طنجة تطوان، ونائب نيابة التعليم بعمالة طنجة أصيلة، وممثل السلطة المحلية.  وخلالها تم تقديم وعود بمعالجة المشاكل التي تتخبط فيها هذه المدرسة وتضر بصحة المتمدرسين. وفعلا تم إفراغ مستنقع ساحة المؤسسة، واستأنفت أشغال بناء المرافق الصحية، قبل أن يفاجأ أولياء أمور التلاميذ بتوقف عملية الإصلاح من جديد ، حين تم الاكتفاء بإعداد حفرة كبيرة قبل أن تنسحب المقاولة من الورش، ليبقى الوضع على ما هو عليه إلى حد الآن.



أمام استمرار نفس الحالة ، ظهرت خلال الاسبوع الأول من شهر فبراير، حالة جديدة من «المينانجيت» بنفس المدرسة، أصابت التلميذ «عثمان بن عيسى»، الذي يتابع تعليمه في المستوى الدراسي الخامس. وقد قام أعضاء من مكتب جمعية الآباء ، بزيارته مساء الأربعاء المنصرم بمستشفى محمد الخام، حيث أكد لهم الأطباء بأن الأمر يتعلق فعلا بأعراض هذه الداء، وهو الأمر الذي دفع بمندوبية الصحة إلى إرسال فريق طبي إلى المؤسسسة في اليوم الموالي لإشعار إدارة المدرسة والتلاميذ بضرورة التوجه للمركز الصحي في حال ظهور نفس الأعراض.



لمعرفة موقف نيابة التعليم، حاولنا الاتصال بنائب نيابة طنجة أصيلة ، صباح الخميس 7 فبراير الجاري  إلا أن هاتفه كان غير مشغل وحصلنا على الجواب الآلي بأن «الهاتف الذي تطلبونه قد حد مؤقتا من المكالمات الواردة عليه». في الوقت الذي توصلنا ببلاغ من جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة بوخالف، تطالب فيه السلطات المحلية بـ«تحمل مسؤوليتها» تجاه هذه الوضعية، وتدعو الجهات المعنية إلى «إرسال لجنة للتحقيق في ملابسات حدوث هذا المرض».


تعليقات

المشاركات الشائعة