عطلة مدرسية خارج السياق







لو اجتزت الأرض هذه الأيام من ألاسكا غربا حتى سيدني غربا ومن موسكو شمالا حتى رأس الرجاء الصالح جنوبا، فلن تجد دولة واحدة تمنح تلاميذها عطلة من خمسة عشر يوما في أول شهر دراسي من السنة الجديدة باستثناء المغرب. وغالبا ما تكون العطلة الفعلية أكثر نظرا للإجراءات التي تسبق نهاية كل دورة من تنظيم الامتحانات الموحدة واللقاءات التربوية وملء النتائج. وحينما يستمتع جميع أطفال العالم بعطلة السنة الجديدة من 24 دجنبر إلى 5 يناير بمن فيهم أطفال مصر المسلمة واليابان البوذية، فإن أطفال بلدي يتسمرون في الكراسي، مما يضيع عليهم فرصا كثيرة للسفر والاستمتاع بدخول سنة جديدة مع آبائهم. وقد استمر هذا التفرد السلبي طويلا بدعوى التقسيم الزمني الجديد للموسم الدراسي إلى دورتين...

لقد رفع الوزير الوفا شعارا متميزا أسماه إعادة التلميذ المغربي إلى القسم، واتخذ في سبيل ذلك إجراءات عدة. لكن هذا الشعار لن يتحقق بالصورة الطيبة بالتوزيع الحالي للعطل المدرسية، فالعطل المدرسية ليست أياما يعفى فيها التلميذ من الفصل، بل هي رافع تنموي واقتصادي للبلد، وأولوية قصوى للطفل. وتخطيطها لا بد وأن يراعي ضرورة تحريك العجلة السياحية والاقتصادية للبلد، ومجاراة الاهتمامات الكبرى لكل أطفال العالم، فالكون أصبح قرية صغيرة، ويكفي أن برج خليفة ضمن احتفال السنة الجديدة لهذا العام شهد حضور أكثر من عشرة آلاف طفل ضمن أسرهم من كل بقاع العالم. لماذا لا يفكر إذن مسؤولونا في حذف العطلة الحالية التي لا تعدو أن تكون إبعادا قصريا للتلميذ عن قسمه وأساتذته. وإرجاع عطلة رأس العام التي اكتسبت قوتها الاقتصادية كونيا مع قرينتها عطلة قدوم الربيع نهاية مارس. وفي هذا خير للناشئة والوطن.

محمد شلش‎

تعليقات

المشاركات الشائعة