زيارة وزير اللاّتربية واللاّوطنية للعرائش





قام وزير اللاتربية واللاوطنية الأسبوع المنصرم بزيارة لمؤسسات بنيابة العرائش. وكعادته، بمجرد دخوله حَرم إحدى المؤسسات ،معاذ بن جبل، حتى انطلق فورا في ممارسة شطحاته المعهودة موظفا لأجل ذلك كل مفردات قاموسه المبتذل في الكلام وأسلوبه الفريد جدا في السلوك. فشرع يخبط خبط عشواء مستعملا شتى أساليب الإهانة  والحط من الكرامة ضد كل من جمعته أقداره السيئة في نفس المكان مع الوزير في ذلك اليوم البئيس من أيام العرائش لدرجة أن يعمد إلى إلصاق أخطاء إملائية لتلاميذ إلى أستاذة محترمة وكفؤة وتقييمها ظلما وتعسفا ب 20/00 أمام مرأى ومسمع العشرات من المتعلمين والإداريين والمسؤولين!! قبل أن يعود ويرسل بعد يوم واحد فقط من مغادرته اللامأسوف عليها للمدينة جيشا عرمرما من موظفي وزارته لأجل التحري والتفتيش والقيام بمداهمات بوليسية مستفزة لمعظم المؤسسات التعليمية بالإقليم.


نقول أولا لهذا الوزير الظاهرة، مدارس الشعب لها حرمتها ووقارها وأساتذتها لهم احترامهم وتقديرهم، المدارس ليست بحانات شرب وعربدة وعلب ليل كما يعتقد. إن هذا الأسلوب المتبع من طرف وزير التعليم، أو “التعليب” على الأصح، خلال زياراته للمؤسسات لخير دليل على أن حاميها حراميها ومخربها؛ فأي إصلاح ننتظر من شخص كهذا، كيف لفاقد الشيء أن يعطيه، كيف له أن يقيم عمل المدرسات والمدرسين ويقود قافلة التعليم نحو الأفضل والرجل يُعبر في كل خرجة له عن بؤس فكري مستفحل وجهل كبير بخصوصيات ميدان التربية والتكوين والوضع الاعتباري الهام الذي يحتله!!


وبالقيام بجرد أمثلة من فلتات وزلات الوزير التي لا تنتهي بدءا من سخريته من التلميذة راوية بمراكش، وقصته مع أوباما إلى إنذار الملحق التربوي بسبب وجبة غذاء وكلامه عن “تحراميات” نساء ورجال التعليم وتحقير أستاذة العرائش… يتضح جليا أن الرجل يعاني فعلا من اضطرابات سيكولوجية عميقة تجعله يوهم نفسه الأمارة بالإساءة بأنه كلما أهان وسب وشتم متعلمة أو متعلم أو مُدرسة أو مدرس أو أي مسؤول وسكتوا ولم يردوا له الصاع صاعين فسيتحقق له ولها كامل الانتشاء والسعادة…الأجدر له هنا أن يلج مصحات نفسانية للعلاج عوض ولوج فصول دراسة أبناء الشعب: مكانه الفعلي هناك.


وما يدعو أيضا للاستغراب والاستهجان هو ما مارسته لجان التفتيش التي أتت مباشرة بعده من ترهيب وعسكرة ضد الشغيلة التعليمية بالإقليم من جهة، وما سُجِّل عنها من تصرفات عبثية غير مفهومة قامت بها على الميدان عند زيارتها للمؤسسات من جهة أخرى: فعن أي نوع من الخروقات ومظاهر الفساد تلك التي يبحثون عنها في  ”المراحيض ومجاري المياه” لدرجة تجعلهم أول ما يقصدون بمجرد دخولهم كل المؤسسات التي زاروها هي تلك المرافق ؟!!


فيا لجان التفتيش أو الإسم الجديد “لجان المراحيض”؛ كفى ذرا للرماد في الأعين والقيام باستعراضات صبيانية بسياراتكم رباعية الدفع التي تستخلصون ثمن شراءها وبنزينها من جيوب الكادحين دافعي الضرائب… الفساد لا يمكن أن يتواجد في موضع للصرف الصحي أو في كراسة متعلم أو مذكرة أستاذ يضحي ويحترق كل يوم لأجل تعليم أبناء الفقراء أمثاله، الفساد أنتم أكثر الناس معرفة بمكمنه الحقيقي، أم تراكم تحسبون أننا نسينا تورطكم وسكوتكم عن جرائم اقتصادية ومالية وطنية كبرى، ونسيتم تورطكم في اختلالات ميزانيات التجهيز وضياع ملايير المخطط الإستعجالي وهدر الأموال الهائلة لتكوينات الإدماج ناهيك عن فضائح المطاعم المدرسية وماخفي كان أعظم… ؟ !

لقد خربتم البرامج والمناهج وكل ماله علاقة بالتعليم، والآن تريدون إحباط العنصر البشري وإهانته بل وتدميره، فاعلموا أن مهمتكم وأهدافكم الخسيسة يستحيل تحقيقها وسيقف كل شرفاء هذا الوطن في وجوهكم. لقد أخطأتم الهدف، يمكن تدمير كل شئ إلا الفكر، هذا الفكر المتجدر في عقول نساء ورجال التعليم والملتحم بقضايا الجماهير الكادحة التي تصارع عدوها الأول المتمثل في الطبقة النافذة والمتحكمة في مصائر ورقاب هذا الشعب الأبي الصامد…


الآن وقبل فوات الأوان، المطلوب منا جميعا كفاعلين تربويين ونقابيين وسياسيين ومجتمع مدني هو الوقوف وقفة رجل واحد والقيام برد فعل قوي لإعادة الاعتبار لكافة نساء ورجال الذين أضحوا يتجرعون كل يوم إهانات هذا الوزير الأعجوبة، لأجل وقف كل هذا الجنون والنزيف الذي سيدمر بلا أدنى شك آخر قلاع أبناء الكادحين في المساواة والحصول على العلم والمعرفة ألا وهي المدرسة العمومية. وإلا، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، إذا تواصل إسناد الأمور لغير أهلها فلننتظر عندها جميعنا قيام الساعة.


محمد الشرادي


تعليقات

المشاركات الشائعة