موسم دراسي جديد.. بأي حلة؟






بأي حال سينطلق الموسم الدراسي الجديد؟ لحد الساعة لم يعلن وزير التربية الوطنية الذي رفض الاستقالة من الحكومة إسوة بزملائه في حزب الاستقلال عن أي برنامج لا جديد ولا قديم ولم يحدد الشكل الذي ستكون عليه السنة الجديدة بكل أسلاكها. 

الوزير الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في جعل السنة الدراسية الماضية تسير بلا برامج بعد توقيف العمل بالبرنامج الاستعجالي بدعوى عدم جدواه، لم يكلف نفسه لحد الساعة تحديد مكامن الخلل في هذا البرنامج ولا تقديم اقتراحات بديلة، باستثناء طمأنة المغاربة بأن المقررات الدراسية لن تتغير كما سبق أن أشار عدة مرات خلال الموسم الماضي.


لا شيء يؤشر على أن هذه السنة تكون متميزة بعد الخطاب الملكي الذي انتقد بشدة تعثر المدرسة المغربية وتراجعها على مدى السنوات الماضية. فباستثناء الملاحظات العامة التي أشار إليها جلالة الملك في خطاب 20غشت، والتي حاول من خلالها رسم معالم المدرسة العمومية التي نتمناها لأبنائنا، دخلت وزارة التربية الوطنية في صمت مريب بل فضل وزيرها أن يأخذ مسافة كافية ليتأمل في مصيره ومصير المدرسة المغربية بعد انتقادات جلالة الملك.


لذلك فإن المجلس الأعلى للتعليم سيتحمل مسؤولية كبيرة في بث أمل التغيير في المدرسة انطلاقا من هذه السنة، لأن المغاربة لن ينتظروا تخرج جيل فاشل جديد يكلف البلاد ميزانية مهمة لتعليمه دون أن يساهم في الدفع بعجلة التنمية.


على الأقل إذا لم تكن البرامج الدراسية جاهزة وهذا أكيد، فإن المدرسة هذه السنة عليها أن تربح رهان التوجيه العلمي، بعد العشوائية التي كانت تعمل بها طوال سنوات، بل إن التوجيه المدرسي المسؤول عن مستقبل أبناء المغاربة اختفى طوال عقود، ولم يكن بالشكل العلمي الذي يأخذ بعين الاعتبار إمكانيات التلميذ والمعارف التي اكتسبها ووضعه الاجتماعي والنفسي.


من اللازم اليوم مراعاة حالة كل تلميذ على حدى كي يقدم له الدعم الكافي ليتمكن من اختيار الطريق السليم الذي يؤهله لاستكمال تكوينه العلمي والجامعي أو لولوج شعبة مهنية تفيده في بناء حياته الاجتماعية وتحقق له الاندماج داخل المجتمع.


انطلاقا من هذه السنة على هيئة التوجيه أن تعيد النظر في آليات اشتغالها وأن تدرس ملفات التلاميذ المتفوقين والذين لم يحالفهم الحظ على السواء، كي تحدد ملامح مستقبلهم العلمي والمهني، على أن تبدأ هذه العملية في المواسم القادمة منذ سن مبكرة من خلال إخضاع التلميذ لملاحظات دقيقة تمكن في النهاية من وضعه في الشعبة العلمية أو المهنية التي قد يحقق فيها نجاحه … وذلك أضعف الإيمان!
 




محمد أبويهدة





تعليقات

المشاركات الشائعة