النقابات التعليمية وخيانة الشغيلة



من الواضح جدا أن ملف الاساتذة المعتصمين بالعاصمة الرباط لقرابة شهرين كاملين قد أثبث بالواضح و المكشوف عن خيانة النقابات التعليمية لمهمتها الاساسية المتعلقة بالدفاع عن حقوق الشغيلة التعليمية والوقوف إلى جانبها في لحظات الازمة والظلم والاهانة.

غاالبية رجال التربية اليوم يحسون بأن نقاباتهم قد باعت ذاتها وروحها للمخزن كما فعل فاوست عندما باع روحه للشيطان، وذلك بتخليها عن قرابة ستة الاف مدرس ومدرسة هدفا لاهانات حكومة المتأسلم بنكيران الذي لم يسلم أحد من شره وظلمه وضربه وتسلطه.

التفكير الآن منكب بين رجال التربية في الطريقة المثلى للخروج من النقابات عن طريق تقديم استقالات جماعية محليا وجهويا لضرب المركزيات النقاببية التي لم تعد تمثل إلا نفسها والمحسوبين عليها من مناضلين انتهازيين ووصوليين غايتهم الاولى والاخيرة تكمن في الاستفادة من الحصانة النقابية وتولي مناصب المسؤولية الادارية والاستفادة من التفرغ النقابي، دون حساب الاستفادات الفردية والانتهازية والمصلحية التي باثت النقابات رمزا لها وحكرا عليها.

ولعل الخطير في الامر هو الاعتقاد بأن سكوت رجال التعليم و نسائه عن ما وقع ويقع وسيقع لزملائهم الستة الاف يعني الامبالاة بملف زملائهم الطبشوريين، فالعكس تماما هو الصحيح. إن هذا الصمت التعليمي يحمل في طياته ضجيجا من الكلمات وغضبا عارما وإحساسا بالاهانة الجماعية لمدرسي الوطن.

إن النقابات التعليمية ملزمة بالخروج من قوقعة اللعب والمسرح بمواقف جريئة ومواقف وطنية تقف إلى جانب رجال التربية وتدافع عن مصالحهم الفردية والوطنية في احترام تام للمصلحة الوطنية ولمبادئ دولة الحق و القانون.

أما الاستمرار في تعهير العمل النقابي وبيع المبادئ قصد الاستفادة من المأدب والمصالح الضيقة والتضحية بمصالح نساء ورجال التربية من أجل حسابات فردية فهو مساهمة في تأزيم الوضع التعليمي وتخريب أسس استقرار الوطن وقتل لروح المواطنة في نفوس من يعلم أبجديات الوطنية وحب الوطن لابناء الوطن.

شخصيا، أعتبر النقابات التعليمية اليوم خائنة بكل اللغات لمن انتخبها لتدافع عنه، وعاهرة تبيع مبادئها من أجل الاستفادة من مصالح آنية تهدد بسكتة قلبية في منظومة التربية والتكوين المريض أصلا و فصلاً، مع استثناء بعض المناضليين جهويا الذين يناضلون في صمت والذين تستغل المركزيات النقابية إخلاصهم وصدقهم ونضالهم.

آن الاوان للنقابات التعليمية ولكل الفعاليات الحزبية الوطنية التي درست وتعلمت داخل المدرسة الوطنية أن تقف اليوم برجولة وشجاعة إلى جانب رجال التربية الذين يعانون في شوارع العاصمة والذين يعتصمون من أجل وطن ديمقراطي عادل و آمن، لأن الدفاع عن حرمة المدرس والمدرسة جزء لا يتجزأ، في نظري، من الدفاع عن حرمة الوطن.

وللنقابات التعليمية أقول انه ليس عيبا ان نخطأ، لكن الاستمرار في ارتكاب نفس الاخطاء والاستمرار في بيع الضمير المهني والاخلاقي والاستمرار في بيع مصالح الجماعة والاستمرار في السكوت عن قول الحق والدفاع عنه فهو فعل شيطاني وسلوك تعهيري وخيانة للأمانة. فيا نقابات المغرب، اتقي الله في معلميك أساتذتك ويا أساتذة المغرب اتحدوا… 



                                        رشيد خويا







                                                                                   



تعليقات

المشاركات الشائعة