التلميذ ليس غشاشا.. أنتم الغشاشون




تزايدت الحملات الاعلامية حول ظاهرة الغش في الامتحانات، واجتهدت وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني في إبداع أشكال جديدة من الرقابة والمراقبة التي تعتقد أنها ستحول دون اللجوء الى الغش من طرف المترشحين لاجتيازالامتحانات الاشهادية للباكالوريا .

مذكرات وزارية و وصلات إشهارية وحملات تحسيسية وإعلامية.. واجتماعات إعدادية ليوم "يعز فيه التلميذ أو يهان" كما هو شائع.. ملصقات تغطي فضاء المؤسسات التعليمية تنص على كون الغش جريمة يعاقب عليها القانون، وتجرم استعمال جميع الوسائل غير المشروعة سواء كانت تقليدية (أوراق مصغرة..) أو حديثة ومتطورة (الهواتف واللوحات الالكترونية..).

الجديد هذه السنة في عملية الحراسة هو توفير آلة للتفتيش والكشف عن الهواتف النقالة واللوحات الالكترونية بكل مراكز الامتحانات سواء في المجال الحضري أو القروي ، لتعزيز المراقبة وكشف التلاميذ الذين يخفون "أسلحة الغش الشامل" المدمرة، والهدف حسب التعبير الرسمي يتمثل في ضمان تكافؤ الفرص، وتحقيق النزاهة، والحفاظ على القيمة العلمية والتربوية لشهادة الباكالوريا، وتعزيز التنافس الشريف والمتكافئ بين جميع المترشحين.. وغيرها من الشعارات..

أسميتها شعارات!! لأنها وبكل بساطة شعارات طنانة تبهر وتغري سامعيها وقراءها ،شعارات تعتبر مثلا وغايات وقيما يا ليتها تتحقق في واقعنا السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي.. وليس فقط التربوي..

السؤال الذي يؤرقني ويؤرق بال العديد من الفاعلين في الحقل التربوي بالمغرب، هو هل تكفي هذه المقاربة وسلسلة الاجراءات المذكورة للقضاء على الغش؟؟ أم أن الواقع يقول عكس ذلك؟؟

فالتلميذ المغربي يعيش ضمن مجتمع يؤثر فيه ولا يمكنه التجرد من واقع مجتمعه بسهولة، والمجتمع كما يعلم الجميع تسوده قيم متعارضة تماما مع جملة تلك الشعارات المرفوعة حول "النزاهة وتكافؤ الفرص والعدالة.."، فكل تلاميذنا يرون مظاهر الزبوينة والفساد والرشوة والعلاقات النافذة التي تسري في كل ثنايا الحياة الادارية للمؤسسات العمومية والخاصة..
التلميذ المغربي يا سادة ليس غشاشا .. ليس فاسدا.. ليس شيطانا.. التلميذ المغربي نتاج لسياساتكم.. ضحية لفسادكم..

حضرتني أسماء و حالات و وقائع كثيرة بالمغرب ، كان من المفترض من المتورطين فيها اعطاء النموذج الحسن للتلميذ المغربي، من الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الادارة والذي روجت الصحافة أكثر من مرة أخبارا عن ضبطه يغش في امتحانات الباكالوريا، و بذلك لم يحصل على الشهادة و رغم ذلك فهو " هاز لعلام وغادي القدام" و العهدة على بوشرى الضو التي كتبت في جريدة الصباح، يوما أنه قد صرح لها بذلك.

إلى وزير الشبيبة و الرياضة السابق صاحب أكبر كراطة، محمد أوزين و ما أثاره "الميني ماستر" الذي قيل عنه الكثير، بل و وصل ردهات المحكمة بينه و بين مجلة "الآن".

أيضا حضرتني حالة الوزير السابق "شوشو" الشوباني و ما قيل عن تسجيله في سلك الدكتوراه، على حساب طالبة أكثر استحقاقا منه، و إشراف صديقه و زميله في الحزب حامي الدين على إعداد رسالته.

تعليقات

المشاركات الشائعة