هل بصمت دراسة عزيمان على أن منظومتنا التربوية في خطر؟



أثارت الدراسة التقييمية لمستوى التلاميذ المغاربة، التي قدمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والتي همت عينة من أكثر من 34 ألف تلميذ وتلميذة، يتابعون دراستهم في مستوى السنة أولى ثانوي، أي الجذع المشترك، الكثير من النقاش، وخلفت ردود فعل صادمة من قبل عدد من المتتبعين، مما جعلنا نتساءل هل بصمت دراسة عزيمان على أن منظومتنا التربوية في خطر؟

خالد الصمدي رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، نبه إلى ضرورة استحضار ثلاثة معطيات، خلال قراءة هذه الدراسة حتى تكون موضوعية، أولها كونها تهم فقط تلاميذ الجدع المشترك ولا تهم جميع المستويات التعليمية، مبرزا أن عددا من الصحف والمواقع الالكترونية، اعتبرت أن المعطيات التي أعلنتها هذه الدراسة تهم المنظومة التعليمية ككل، وهذا "غير صحيح".

ويتمثل المعطى الثاني حسب الصمدي، في تأكيد مجلس عزيمان على أن "معطيات هذه الدراسة أولية"، وهذا يعني أن المجلس قد يقوم بنفس الدراسة على مستوى الجذع المشترك، ولكن بآليات مختلفة، أو أنها ليست شاملة أي لم تهم الأسلاك الثلاث، ولا يمكن أن تكون معطيات الدراسة نهائية إلا بعد إنجازها على نهائيات الأسلاك (الابتدائي، الإعدادي، الثانوي) يضيف المتحدث.

ثالث هذه المعطيات يردف الصمدي يتمثل في كون هذه الدراسة تنقسم إلى شقين، الشق الأول متعلق بقياس "التعلمات" والشق الثاني مرتبط بآثار محيط التلاميذ على جودة التعلمات، قائلا "بعبارة أخرى الشق الأول تربوي، مثلا التمكن من اللغات، الرياضيات، علوم الحياة والأرض، وغيرها، وهو مرتبط بالعملية التعليمية داخل المؤسسة، والشق الثاني سوسيولوجي حيث يبحث عن أثار المتغيرات خارج المدرسة على جودة التعلمات، مثلا المستوى الدراسي للآباء، هل يساهم في الرفع من مستوى التعلمات لدى التلاميذ أم لا؟".

وخلص الصمدي، إلى أن النتائج التي أعلنت عنها الدراسة، غير كافية للقيام باستنتاجات وخلاصات حول المنظومة التعليمية، كالحكم بفشلها مثلا، كما أنها لا تستحق أن تكتب عنها الصحافة عناوين مثل "منظومتنا في خطر"، أو "معطيات صادمة"، مستدركا هذا مع التأكيد على أن منظومتنا التربوية تعاني فعلا من إختلالات ومشاكل من الضروري إيجاد حلول لها.

وأضاف الصمدي، أن من بين العوامل التي تؤثر سلبا على مكتسبات التلاميذ اليوم، دخول التكنولوجيا على الخط، حيث يتم التواصل بينهم بخليط متنوع من اللغات العربية والفرنسية، مما يؤثر سلبا على إتقانهما.

عن موقع البجدي

تعليقات

المشاركات الشائعة