وزيرنا بين التبرع والتبراع


لا ننسى أن التبرع قدرنا والتبراع قدرهم


جميل جدا العزف على وتر الوطنية والمواطنة لتذكير الناس بحقيقة الانتماء وواجبات الوطن المقدسة. وقبيح جدا أن يدمج بعض المسؤولين أنفسهم في ماهية هذا الوطن الذي يفرض علينا واجب التضحية وفاء واعترافا بجميل العطاء الذي يعد ولا يحد، نموذج من ذلك ما تسرب عن وزارة التربية الوطنية من إعداد مشروع للدعم كتبرع مجاني وإلزامي ـ في جمع بين متناقضين في نفس الوقت، وهو مستحيل عقلا، ولا يجتمعان إلا في عقل سفيه ـ ففي الوقت الذي يتمتع فيه المسؤولون الكبار بالوزارة والأكاديميات والنيابات بالتعويضات عن المصالح تصل عند بعضهم 25000 درهم في الشهر بالإضافة إلى امتيازات السكن والسيارة والهاتف النقال والتعويض عن التنقل والتأطير والتكوين و... ولا يرون في ذلك التبراع ـ بالألف ـ واجب التبرع لتقديم قدوة ونموذج عملي عن روح المواطنة، كمساهمة لإيقاف نزيف المنظومة التربوية، في الوقت الذي تتبرع فيه هيأة التدريس لأزيد من ربع قرن بالساعات التضامنية بمتوسط 28.800.000 ساعة سنويا بمتوسط تكلفة تساوي 1.440.000.000 درهم سنويا ، يتناسون كل ذلك ويقومون بالتشهير بالمدرسين إذا رفضوا كل مشروع عبثي شكلي لا يقدم أي حلول حقيقية وربما يزيد الواقع المريض تعفنا وتفسخا.


تعليقات

المشاركات الشائعة