دخول مدرسي بدستور جديد وتعليمات ملكية صارمة
سينطلق الدخول المدرسي الجديد يوم الأربعاء 12 شتنبر المقبل في ظل دستور مغربي جديد يتضمن مقتضيات تخص المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في صيغته الجديدة، وتوجيهات ملكية إلى حكومة بنكيران في خطاب 20 غشت بإصلاح المنظومة التربوية بالمغرب. فلقد أعلنت وزارة التربية الوطنية أن الدراسة ستنطلق٬ برسم السنة الدراسية 2012-2013، يوم الأربعاء 12 شتنبر المقبل بالسلك الابتدائي و13 شتنبر المقبل بسلكي الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي. وأوضح بلاغ للوزارة٬ أن هيئة الأطر التربوية والإدارية ستستأنف عملها يوم الإثنين 3 شتنبر المقبل٬ في حين ستلتحق هيئة التدريس بالمؤسسات التعليمية يوم الثلاثاء 4 شتنبر 2012. كما أشار البلاغ إلى أن عملية التسجيل وإعادة التسجيل ستتواصل ما بين 3 و8 شتنبر المقبل بالنسبة للتلميذات والتلاميذ الذين لم يتمكنوا من التسجيل خلال الفترة الأولى (يوليوز 2012). ويمكن استخلاص واجبات التسجيل إلى غاية متم شهر نونبر 2012، حسب الوزارة٬ وذلك مراعاة للظروف المادية لبعض الأسر وتشجيعا على التمدرس. ودعت الوزارة آباء وأمهات وأولياء التلاميذ والتلميذات إلى الحرص على التحاق بناتهم وأبنائهم بمؤسساتهم في التواريخ المذكورة. كما أهابت بجميع الفاعلين التربويين من أطر التدريس وأطر الإدارة والمراقبة التربوية وكافة المتدخلين في الشأن التربوي إلى تكثيف الجهود من أجل إنجاح الدخول المدرسي لهذه السنة والحرص على الانطلاق الفعلي للدراسة في الوقت المحدد لها. يذكر أن وزير التربية الوطنية محمد الوفا كانت قد أكد أن الوزارة ستطلق خطا أخضر مجانيا أمام المواطنين لاستقبال ملاحظات وشكاوى المواطنين حول عملية الدخول المدرسي، ومدى احترام المؤسسات التعليمية لموعد انطلاق الدخول الدراسي المقبل. وكذلك الشكايات ضد رجال التعليم المتغيبين وذلك لمواجهة تأخر الدخول المدرسي الفعلي في بعض الأحيان ليكون في أواخر شهر أكتوبر أو منتصف شهر نونبر". وكان جلال الملك قد دعا الحكومة في خطاب 20 غشت الذي ألقاه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب إلى الانكباب الجاد على هذه المنظومة التربوية، مؤكدا أنه لا ينبغي أن تضمن فقط حق الولوج العادل والمُنصف القائم على المساواة للمدرسة والجامعة لجميع أبنائنا، وإنما يتعين أن تخولهم أيضا الحق في الاستفادة من تعليم موفور الجدوى والجاذبية، وملائم للحياة التي تنتظرهم". وأكد جلالة الملك أن المنظومة التربوية في البلاد ينبغي أن تهدف إلى تطوير ملكات الشباب واستثمار طاقاتهم الإبداعية وتنمية شخصياتهم للنهوض بواجبات المواطنة في مناخ من الكرامة وتكافؤ الفرص. ولبلوغ هذه الغاية، يؤكد جلالة الملك أن يجب العمل على تفعيل ما تمت التوصية به خلال السنوات الأخيرة وتجسيد ما نص عليه الدستور الجديد بخصوص التعليم العصري والجيد، مردفا بأنه يجب إعادة النظر في الطرق المتعبة في المدرسة. وأضاف جلالة الملك أنه يجب الانتقال من منطق تربوي يركز على المُدرس وأدائه مقتصرا على تلقين المعارف للمتعلمين على منطق آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين وتنمية قدراتهم الذاتية وإتاحة الفرص أمامهم للابتكار واكتساب المهارات والتشبع بقيم التعايش مع الآخرين، في التزام بقيم الحرية والمساواة واحترام التنوع والاختلاف. ودعا جلالة الملك الحكومة للعمل من أجل التركيز على النهوض بالمدرسة العمومية إلى جانب التعليم الخاص في إطار من التفاعل والتكامل، مشددا على أنه يتعين الإسراع في تفعيل مقتضيات الدستور بخصوص المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في صيغته الجديدة، على أن تساهم هذه الهيئة في إنجاح هذا التحول الجوهري والمصيري الذي لا يتعلق بمصير الشباب فحسب بل بمصير المغرب بلدا وأمة.
تعليقات
إرسال تعليق