هل ينطلق «الورش» من جديد؟
اعتبر متتبعون، أن خطاب 20 غشت الأخير للملك يشكل مدخلا لانطلاق موجة إصلاح جديدة للتعليم، وفي هذا الصدد أكد رشيد الجرموني باحث بالمركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، أن الخطاب الملكي الأخير في 20 غشت دق ناقوس الخطر بعد التقارير الدولية الصادرة التي رسمت صورة «قاتمة» عن التعليم، وقال في تصريح ، إن كل المجهودات المبذولة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي لم تساهم في التخفيف من الأزمة، مضيفا أن هناك مقاربتين أساسيتين تتعلق بالشق التعليمي، الأولى، المقاربة التجزيئية الاختزالية القطاعية التي تنظر إلى الأزمة التعليمية على أنها أزمة داخل قطاع وحده، وصرف مبالغ مالية معينة وإصدار برنامج استعجالي من أجل التخفيف من الأزمة، والثانية، مقاربة شمولية تعتقد أن إصلاح التعليم يجب أن ينطلق من إصلاح القطاعات الأخرى على اعتبار أن التعليم ليس خارجا عن قطاعات أخرى مثل الصحة والثقافة والشباب والرياضة والاقتصاد، ودعا المتحدث، إلى أن يصبح التعليم قاطرة نحو مجتمع المعرفة بحيث يصبح منافسا ومجددا ومبدعا.
من جهته اعتبر النقابي عبدالإله دحمان نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم أن تخصيص الملك خطاب 20غشت لمقاربة موضوع الشباب المغربي ودوره في بناء مغرب المستقبل واستحضار العلاقة القوية والناظمة التي تجمع بين تأهيل شباب المستقبل وما يمكن أن تقدمه المنظومة التربوية التكوينية ينم عن رؤية عميقة واستباقية لتأهيل مجتمع الغد لطبيعة التحديات التي بات يواجهها المغرب والتي لن يكون في مستوى مواكبتها إلا بجيل مشبع بتعليم فعال يكرس الحس النقدي، أيضا بحسب المتحدث الخطاب ذهب إلى القطع مع الاستمرار في ترقيع منظومة تركز في وظيفتها على ترويض الأجيال المستقبلية وتطوعهم لخدمة يقينيات الجاهز ، مبرزا أن دعوة الحكومة إلى العمل على النهوض بالمدرسة العمومية إلى جانب تأهيل التعليم الخاص في إطار من التفاعل والتكامل يؤكد كذلك أن منظومتنا التربوية تسير بإيقاعين لا يخدم أحدهما الآخر، إيقاع القطاع الخاص الذي لم يكن في موعد الأهداف الاستراتيجية التي سطرها الميثاق الوطني للتربية والتكوين رغم بعض الايجابيات في هذا المسعى وإيقاع التعليم العمومي الذي يعيش غربة حقيقية في علاقته بنظم التعليم المختلفة بالمغرب.
وقال المتحدث، أن الجامعة الوطنية لموظفي التعليم اعتبرت هذه المقاربة الملكية قطيعة مع مسارات الإصلاح كما تراكمت تاريخيا ، فهي دعوة تجديد المنظومة التربوية ليس فقط في أساسها المادي والإداري والتقني بل في أبعادها التنموية مما يجعل من المدرسة العمومية ذات وظيفة إعدادية للمجتمع وتساير تحولات العصر، أي التحرر من وظيفة احتواء الإنسان المغربي الواعد في أنماط تعليمية تنميطية ليخلص إلى أن هذه دعوة صريحة لتحرير وظيفة التعليم والرقي به إلى خدمة المشروع المجتمعي المغربي بكل توافقاته التاريخية والحديثة.
تعليقات
إرسال تعليق