الكونفدرالية والفيدرالية تحملان الحكومة فشل التعليم

وجهت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل نقدا لاذعا إلى وزير التربية الوطنية خلال ندوة صحافية عقدت أول أمس الجمعة بالدار البيضاء، واتهما الوفا بتحويله مهنة وزير من منصب للوزير يطبق السياسات الكبرى لقضايا التعليم إلى معالجة ومزاولة الوظيفة الإدارية، واصفين حالة التعليم الحالي بـ”البؤس الفكري والسياسي والأخلاقي، تنبئ بردة فكرية خطيرة”.

ودقت النقابتين ناقوس الخطر حيال طبيعة ونوعية الأزمة المركبة والبنيوية للوضع التعليمي في ظل وجود مدرسة وطنية عمومية لم تعد تمتلك المقومات التربوية والتعليمية والثقافية للقيام بأدوارها الطبيعية كاملة لاعتمادها لمناهج وبرامج وتكوينات حالية لا تؤهل التلميذ للاندماج في المجتمع ولا  تمكنه من المساهمة في التنمية ولا مواكبة زمن مجتمع المعرفة.

وتطرقت النقابتان إلى مشكلة الهدر المدرسي الذي جاوز 340.00 في السنة المنصرمة، مما يعد مظهرا من مظاهر فشل مشاريع الإصلاح منذ الاستقلال، لعل آخرها مشروع حكومة 2007 الذي سمته بالبرنامج الاستعجالي وميزه اعتماد مقاربة تقنوقراطية غير مرتبطة بمشروع مجتمعي، آلت نتيجته إلى إخفاق جديد زاد من تكريس أزمة التعليم بالمغرب.

وعرجت النقابتان على إجراءات وصفتاها باللا تربوية تضرب في العمق المنظومة التربوية وتكرس الاختلالات خاصة طريقة تدبير الموارد البشرية وما تعرفه من خصاص يشكل عائقا أمام التحصيل الدراسي للتلاميذ بوجود 50 تلميذا بالفصل مما يضع الأسرة التعليمية أمام طغيان المواقف الارتجالية المتناقضة والمتسرعة خارج أي نسق أو تصور لدى الحكومة لإصلاح التعليم.

هذا واعتبرت اتخاذ مجموعة من القرارات والإجراءات الوزارية على غرار تصريحات الوزير المسيئة والمستفزة، إهانة الأطر التربوية في الاجتماعات وأمام العموم والاقتطاع من أجور الموظفين وبشكل انفرادي في غياب حوار غياب حوار اجتماعي منتج ومثمر، بمثابة استهداف لنساء ورجال التعليم في محاولة لتقديمهم كمسؤولين عن الفشل الذي منيت به السياسة الحكومية على حد تعبير النقابتين.

وتساءلتا عن الجدوى من إقرار الوزارة  بفشل المخطط الاستعجالي دون تقديم أية رؤية لإصلاح المنظومة التي تعرف اختلالات عدة وتنذر بوضع أكثر فشلا مما يستلزم تنظيم وقفة وطنية من أجل إنقاذ الوضع التعليمي ببلادنا على حد تعبير النقابتين.

ز مـــراد