العنف بالمدارس إلى أين؟؟؟




على غرار ما تعرفه المؤسسات التعليمية على طول الوطن من ممارسات حاطة بكرامة الأستاذ، ومن خلاله لكل المنظومة التربويةـ التعليمية، تعيش ثانوية ابن خلدون الاعدادية على ايقاع الممارسات اللاتربوية للتلاميذ والتلميدات وعلى نغمة تهديدات آبائهم ـهن ـ وأمهاتهم ـهن ـ وأوليائهم ـهن ـ المتكررة والمتفننة في أساليب وعبارات التهديد هده. فمن السب والشتم الى الايداع بالسجن مرورا بالضرب والتحرش وتلطيخ سمعة الأستاذ في الشارع العام. ان هده الممارسات تضر بالوضع الاعتباري للأستاذ ،كحامل لأنبل رسالة في حياة ليس فقط الأفراد وإنما في حياة المجتمعات التي تحترم نفسها وتقدر معلميها ومثقفيها، وتنعكس سلبا على عمله التربوي التعليمي وعلى مردودية هدا العمل وجودته .

أن هده المسلكيات استشرت في صفوف التلاميذ والتلميذات وساهم في نشرها والترويج لها من يعتبر في أدبيات الوزارة ـ الميثاق الوطني للتربية والإصلاح ـ شريكا للمدرسة في العملية التربوية التعليمية

فبالأمس هاجمت ام تلميذة أستاذا وأمطرته ومن معه بوابل من السب والشتم تحمر الوجوه خجلا لسماعه ولم تكتف بهدا بل قيدت دعوى في القضاء ضد الأستاذ وبالأمس نطح تلميذ أستاذا أفقده أحد أسنانه وبالأمس دخل تلميد الى القسم مخمورا وأغرق استاده بكلام نابي تندى له الجباه من سماعه

واليوم تجد أستاذة لى مكتبها رسالة تهديدية من احدى تلميذاتها واليوم تحضر أم تلميذة بمعية ابنها ليهجما على الأستاذة ويشبعاها سبا وشتما متوعدان اياها بأوبخ العواقب

انها نماذج من ممارسات يومية يعانيها نساء ورجال التعليم يوميا وخلالها يتعرضن ويتعرضون لاستفزاز لا يتوقف من دون أن تتحرك الادارة لا على المستوى المحلي ولا الاقليمي ولا الجهوي ولا على المستوى المركزي انها ممارسات تنم وتعبر عن ما وصل اليه التعليم ببلادنا وعن مكانة الأسرة التي ما فتئ المسؤولون يطبلون لها كشريك في مهمة المدرسة فالتعليم ببرامجه وبإصلاحاته المتوالية واللا منقطعة لم ينتج إلا الجهل والعنف الموجه ضد المدرسة وضد العاملين بها والأسرة قدمت استقالتها ولم تعد قادرة على مسايرة أبنائها في تطلعاتهم وفي حاجياتهم وقيمهم فتركتهم عرضة لوسائل الاعلام الحديثة تشحن عواطفهم وتهيجها الى درجة السعار وعرضة لثقافة الشارع الجاهلة والتي تكن العداء للفكر ولمنتجيه والعاملين على ترويجه.

أمام ظروف العمل هده والتي أقل ما يمكن يقال عنها أنها ظروف لا تليق برجال ونساء التعليم وبفضاء المؤسسة كمجال لإنتاج المعرفة نبراس التقدم وتطور الشعوب وغنى الشعوب وخيرها كما قال الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط : ادا أراد الله خيرا بأمة اكثر من متعلميها ونستنتج أن شر اللأمم وانعدام الخير فيها قائم على عدد الأميين فيها ومن يعادي المتعلم والمعرفة . لا محيد لرجال ونساء التعليم من أن يدافعوا على أنفسهم والتصدي لكل من تخول له نفسه الاساءة الى رجل التعليم كيفما كان مستواه وكيفما كان وضعه . فالأستاذ له من المناعة والحصانة المستمدين من ممارسته اليومية داخل الفصل، والمتمثلة في انتاج المعرفة ، ما يجعله قادرا على الرد على كل سلوك يستهدف كرامة الأستاذ . وعليه فان نساء ورجال التعليم مدعوون أكثر من مرة في التفكير في أساليب اعادة الاعتبار لأنفسهم من دون الاستنجاد بالآخر أو بالبحث عن مدافع من خارج ذاته( فما حك جلدك غير ظفرك) وفي دلك خدمة للوطن وتصدي لأعداء الوطن.




محمد واردي


تعليقات

المشاركات الشائعة