رسالة من مفتش تربوي إلى وزير التربية الوطنية في شأن أكاديمية الجهة الشرقية
قررت وأنا مجرد مفتش تربوي جد متواضع بنيابة جرادة وهي أصغر نيابة في
أكاديمية الجهة الشرقية ، وربما في المغرب أن أوجه رسالة إلى معالي وزير
التربية الوطنية الذي أختلف معه كثيرا وأتفق معه قليلا . أختلف معه عندما
يتنكب الصواب ، وأتفق معه عندما يصيب ، ولست ممن يتملقه ولا ممن يخشى بأسه
والله هو الرزاق ذو القوة المتين . قررت أن أوجه إلى معاليه
رسالة مكشوفة يقرؤها الجميع بدافع واجب النصح المفروض في ديننا الحنيف
لأنه لا خير فيمن لا يقبل النصح أو التناصح . لقد أقدمتم معالي الوزير على
قرار نقل أو إعفاء مسؤولين في نيابات وأكاديمية الجهة الشرقية دون التفكير
في مصلحة هذه الأكاديمية المترامية الأطراف، والتي تشمل سبع نيابات
بمسافات معتبرة. وبين عشية وضحاها وجدت أكاديمية الجهة الشرقية نفسها
بدون مدير حيث نقل مديرها الحالي إلى أكاديمية الجديدة ، وبدون نواب
أربعة تقاعد منهم من تقاعد وأعفي من أعفي ونقل من نقل إلى نيابات أخرى ،
واحتفظ بمن احتفظ به. ولقد باتت أكاديمية الجهة الشرقية تنتظر من يملأ
الفراغ الذي فرض عليها فرضا . وإذا ما كان قدرها أن تستقبل من المسؤولين
الجدد الذين قد تعوزهم الخبرة فإنها ستكون متضررة أكبر الضرر . فلا يعقل
أن تكون أكاديمية الجهة الشرقية بمدير جديد لا خبرة له وبأربعة نواب على
الأقل جدد بلا خبرة . فالجميع سينطبق عليهم القول العامي المشهور : ”
تعلموا آ الحجامة في رؤوس اليتامى ” . فماذا جنت يا معالي الوزير أكاديمية
الجهة الشرقية لتعاقب بهذا الشكل ، وتصير في حكم السائبة يتولى أمرها
من سيقوم بمحو أميته الإدارية على حسابها ؟ ولعل معالي الوزير لا
يعرف حكاية نائب سابق كاد له مدير الأكاديمية الأسبق من أجل التخلص منه
،فزعم لكاتبة الدولة يومئذ أنه يرغب في الانتقال إلى الجنوب مع أن المعني
بالأمر لم يكن يرغب بتاتا في الانتقال من نيابة وجدة أنكاد إلى نيابة
بالجنوب مع أنه ابن الجنوب إلا أنه كان جد مرتاح بنيابة وجدة أنكاد وكان
بكل تجرد في المستوى . فهل سيفكر معالي الوزير في تقصي هذا النقل التعسفي
لهذا النائب الذي كان على خلاف مع مدير الأكاديمية الأسبق، والذي لم يكن
من مصلحته أن يتم نقل السلط بينه وبين هذا النائب لو قدر له أن يحل محله
حتى لا يفتضح أمره الذي فضحه معالي الوزير فيما بعد عندما نشر لائحة
المحتلين للسكن الوظيفي ، وكان مدير الأكاديمية على رأس هؤلاء ،وقد أحيل
على المحكمة؟ فهل سينصف هذا النائب في حالة ما إذا رغب في شغل منصب
مدير أكاديمية الجهة الشرقية ، وفي ذلك إنصاف له من ظلم وتعسف لحق به ،
وهو نائب مقتدر له خبرة بمهام النيابة وبالجهة الشرقية ، وهو أولى بهذه
الإدارة من مدير جديد سيبدأ محو أميته الإدارية من جديد في أكاديمية
ساهمت في نجاحها جهود خلق كثير لا يجدر أن يدوس قرار الوزير عليها من
خلال تعيين مدير جديد لا خبرة له بالجهة ولا بمن وما فيها . وعلى معالي
الوزير أن يقدر عمل مدير أكاديمية جديد مع أربعة نواب كلهم جدد، فلا شك أن
الوضع سيكون كارثي. ومن المعلوم أن أكاديمية الجهة الشرقية تتطلب معايير
معينة في شخص من يديرها وعلى رأس هذه المعايير القدرة على التواصل الناجح
مع كل الشركاء مع الصرامة اللازمة والجدية والتفاني في العمل بنكران الذات
مع النأي بالنفس عن التفكير في الامتيازات وحب الظهور والتسلط ، وجعل
المصلحة العامة للمتعلمين فوق كل اعتبار دون محاباة جماعات الضغط
واللوبيات ، و أصحاب النفوذ والمحسوبيات . فهل سيلتفت معالي الوزير إلى
رسالة مفتوحة من مفتش تربوي متواضع كل ما يفتخر ويعتز به صراحة قد تكون
أحيانا جارحة ، ولا يخشى فيها لومة لائم ، وغيرة على الصالح العام في جهته
ووطنه . آمل أن يلتفت معالي الوزير إلى هذه الرسالة أو ينبه إليها من قبل
من يحيطون به عسى أن يتدارك الوضع في أكاديمية الجهة الشرقية التي إذا
قورنت بغيرها كانت صاحب قصب سبق إذا ما كان التقويم موضوعيا. فإذا ما
أعرض معالي الوزير عن هذه النصيحة فسيكون عليه وزر ما سيحصل في أكاديمية
الجهة الشرقية من اختلالات ، وسيسأل عنه أمام التاريخ وأمام الله عز وجل
يوم لقائه.
تعليقات
إرسال تعليق