حصيلة الوفا هزيلة ولا يمكن أن نعول عليها
3 أسئــــــلة لـ: عبد العزيز إيوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ف. د. ش.)
بعد تقلد الوفا حقيبتها، ما هو تقييمك لأداء وزارة التربية الوطنية وللقرارات التي اتخذها؟
< باستعراضنا المسارَ الذي سارت فيه وزرة التربية الوطنية منذ تعيين الحكومة، يتبين أولا أن هناك مجموعة من القرارات التي تم اتخاذها، والتي كنا نتمنى أن تخرج في سياق تصور شامل.. نعم، هناك قرارات اعتبرناها مهمّة، كقرارَي إلغاء الساعات الإضافية وإلغاء بيداغوجيا الإدماج... لكنْ هناك مجموعة من القرارات التي تم اتخاذها وكانت معزولة عن أيّ سياق وأي تصور، مثلا قرار تعديل الزمن المدرسيّ وقرار ضبط الغياب، الذي أعطى انعكاسات سلبية، حيث إنه في الوقت الذي اعتقدت الإدارة أنها ستضبط غيابات رجل التعليم، خلقت أوضاعا زادت من الغيابات.. إذ إن رجل تعليم كان يضطر إلى الغياب لأسباب متعددة لمدة ساعة أو ساعتين أو حتى نصف يوم، بتنسيق مع رئيس المؤسسة، مقابل تعويض الساعات التي يتغيبها، لكنّ مسطرة الوزارة جعلت رجل التعليم الآن ولكي يتغيب لساعة أو ساعتين أو نصف يوم يضطر إلى البحث عن شهادة طبية لا تقل مدتها على ثلاثة أيام.. وعمليا، يصبح الخاسر الأكبر في هذا الأمر هو المنظومة، وبالتالي تصبح المذكرة هي المسؤولة عن هذه الوضعية.. فهذا القرار غير مدروس ولم تتم الاستشارة قبل اتخاذه مع أي جهة، وهذا أمر خطير..
بشكل عامّ، ما زلنا نراوح مكاننا ولم نتقدم من أجل تجاوز الانعكاسات الخطيرة لفشل الإصلاح، في غياب البدائل، وليس هناك تصور لدى الوزارة، ووضعية الانتظار هذه لا تـُحتمَل في قطاع يهمّ ستة ملايين تلميذ وتلميذة، في قطاع يعد ثانيَّ قضية وطنية في البلاد، لذلك نعتبر أن الحصيلة ضعيفة وهزيلة جدا ولا يمكن أن نعول عليها إذا ما استمرت على هذا الشكل.
خرجتم من التنسيق النقابي الرباعي إلى التنسيق الثنائي مع النقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش.) كيف توضحون هذا الأمر؟
< نحن، في الحقيقة، لم نخرج، فما حدث هو تقارب بيننا وبين إخواننا في النقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش.) وقلنا للإخوان إننا نحتاج مزيدا من الوقت كي يمكننا تدبير الأمور على هذا المستوى ونتمكنَ من خلق أجواء جديدة من خلال هذا التنسيق.. وما حدَث هو أننا عندما اضطررنا إلى الإعلان عن محطات نضالية، بدأت بعضُ النقابات التي كانت تنسّق معنا تدخل في «مناوءات» ضد هذه المحطات، وقلنا لهم إذا دعونا إلى إضراب كونوا محايدين على الأقل.. أن يتركونا مع الوزارة، لكنْ أن يتدخلوا للدفاع عن الحكومة وعن وزارة التربية الوطنية وأن يهاجموا مناضلينا ونقابتنا.. بطبيعة الحال اعتبرنا هذا الوضع مزعجا ويؤثر على علاقتنا في التنسيق .
وبالنسبة إلى التنسيق الحالي مع النقابة الوطنية فقد انطلق منذ «مسيرة الكرامة»، التي دعت إليها المركزيتان الفدرالية والكنفدرالية، واستمر على مستوى القطاعات، وفي قطاع التعليم تجسّدَ أكثر في محطة الإضراب الأخير وكذا في المذكرة المُشترَكة التي تقدّمنا بها إلى وزير التربية الوطنية حول إصلاح التعليم، وهي خطوات تم تتويجها بمحطة إضراب 12 فبراير الأخير، وما نتمناه هو أن تستمر هده الخطوات الوحدوية بهدف استرجاع قوتنا وفعاليتنا في الساحة التعليمية، التي كانت قبل 2003، حينما كانت النقابة الوطنية للتعليم واحدة.. ونتمنى أن تسير الأمور في هذا الإطار في أفق التنسيق مع النقابات الأخرى .
عقدت النقابة الوطنية للتعليم (ف. د. ش.) مؤتمرها الوطنيَّ في نهاية الأسبوع الأخير، ما هي أهمّ القضايا التعليمية المطروحة التي تعتبرونها آنية وذات أولوية؟
< على رأس القضايا التي ستناقش في المؤتمر وضعية المنظومة التعليمية، لأن مستقبلها يهمنا ويهمّ نساء ورجال التعليم، كما يهمنا واقع الحريات والحقوق النقابية التي كانت فيها تراجعات بقرارات سياسية لا علاقة لها بما هو قانونيّ، وتهمّنا، أيضا، مسألة أخرى هي وضعية الحريات الديمقراطية في بلادنا، هناك مؤشرات في هذا الباب.. ويهمنا، أيضا، مستقبل الجهوية النقابية، الذي سيعرف نقاشا كبيرا، وكيف يتم تطوير الجهوية النقابية لكي تكون مواكبة للجهوية الموسعة التي تعدّ اليوم الإستراتيجية الأساسية في العمل الإداري والسياسي .. بالنسبة لقضايا التعليم يجب عقد ملتقى وطنيّ لمراجعة كل الاختلالات التي كانت، والتي أدت إلى فشل الإصلاح، ونساء ورجال التعليم ما زالوا ينتظرون من الحكومة والوزارة أن تنصفاهم في التعامل الإيجابي مع مجموعة من المطالب التي بقيت متأخرة منذ عدة سنوات، والتي أخذنا فيها وعودا لم يَفِ بها الوزير الحالي مع الأسف، مثل ملف الدكاترة وملف المبرزين وملف الإدارة التربوية، وخاصة قضية الإطار.. وكذا ملف النظام الأساسي للقطاع، والذي صارت الوزارة تقول إنها لن تنجزه إذا ما كلفها اعتمادات مالية.. ونحن جد قلقون على الملفات المتوقفة .
رضوان الحسني
تعليقات
إرسال تعليق