«ملاحظــــات» المجلـــس الأعــلى للحسابــــــات علــى المدرسـة المحمــدية للمهنــدسين





لم تسلم المدرسة المحمدية للمهندسين التي تتكلف بتكوين المهندسين في جميع المجالات الصناعية خاصة في الأشغال العمومية والمعادن والميكانيك والكهرباء وغيرها،(لم تسلم) من ملاحظات وانتقادات تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2011، المدرسة التي أحدثت سنة 1961 تضم حوالي 289 إطارا ورصدت لها ميزانية بلغت 37,3 مليون درهم برسم السنة الجامعية 2010-2011 في حين لم تكن الميزانية تتجاوز رقم 13,5 مليون درهم سنة 2003،فيما وصل عدد التلاميذ المسجلين 1344 لموسم 2010-2011 بينما لم يبلغ عددهم عام 2003 رقم 763.
غياب ملفات بعض المقبولين
لم يتمكن المجلس الأعلى للحسابات من التأكد من أن الملفات المقبولة من لدن لجنة الاختيار ممتازة وأن أصحابها يتوفرون على م وهلات عالية لأن المدرسة المحمدية للمهندسين لم تقدم لقضاة المجلس تلك الملفات؛ فعلى سبيل المثال تم قبول 27 حالة برسم السنة الجامعية 2003 /2002 و 22 حالة برسم سنة 2008/2007 و 16 حالة برسم سنة 2011/2010 في اطارولوج المدرسة في الحالالت الاستثنائية.
غياب مركز للإبداع والتكنولوجيا
أنشأت المدرسة المحمدية للمهندسين مركزا للإبداع والتكنولوجيا لتحقيق انفتاحها على محيطها الاقتصادي و جعل أنشطتها المتعلقة بالبحث العلمي في خدمة المقاولات الخلاقة في إطار التعاون بش ان المواضيع المتعلقة بالتجديد وروح المقاولة و انشاء المقاولات الخلاقة, وكذا تطوير روح المبادرة لدى التلميذ المهندس. وحسب القانون يعهد تسيير المركز الى مدير معين من طرف الوزير المكلف بالتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي .
لكن قضاة المجلس الأعلى وقفوا على كون المدرسة لا تتوفر على أية معلومات تتعلق بنشاط مركز الإبداع والتكنولوجيا. وعلى العكس و المعطيات من خلال فحص الوثائق المحاسبية التي أظهرت وجود بعض اتفاقيات التمويل المبرمة بين حاملي المشاريع والمركز ومصلحة التعاون و العمل الثقافي التابع للسفارة الفرنسية. ولم تفض أنشطة المركز الى احداث مقاولات خلاقة أو ايداع واستغلال براءة اختراع، اللهم اذا قام المستفيدون من التمويل في اطار عقود الاحتضان ب انشاء هذه المقاولات، الشيء الذي يصعب التحقق منه في غياب تتبع تنفيذ الالتزامات التعاقدية لحاملي المشاريع المعنيين بالأمر.ورغم اقرار مساهمة مالية يلزم بها حاملو المشاريع حسب عقد الاحتضان تساوي جزءا من رقم المعاملات السنوي الذي تحققه المقاولة التي يتم انشاؤها ما بين السنة الثالثة و الثامنة من وجودها.
تدبير ممتلكات المدرسة المحمدية للمهندسين
وبخصوص السكنيات وفي الوثت الذي ينتظر أن ينشر وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي لوائح المحتلين للسكنيات بدون وجه حق، أوضح التقرير أن المدرسة تتوفر على ثمانية مساكن،يستفيد المدير المساعد من مسكنين منها،أما المساكن المتبقية و ما عدا المسكن المخصص للمدير، فيستغلها أشخاصا بعضهم متقاعد عن العمل وبعضهم معينين بمؤسسات خارج المدرسة. كما أن جميع المساكن الملوجودة بالمدرسة مرتبطة بشبكتي الماء والكهرباء الخاصتين بالمدرسة مما يعني أنها تستغل ماء وكهرباء المدرسة دون وجه حق.
تجاوز في تدبير عملية
ايواء الطلبة
أيضا الأماكن المخصصة لإيواء الطلبة شاهدة حسب التقرير على وجود ظروف غير ملائمة للسكن لكون أغلب رشاشات ومراحيض المدرسة غيرصالحة للاستعمال إما بسبب حالتها المهترئة و إما بسبب تخريب بعضها من طرف المقاولة التي أشرفت مؤخرا على عملية توسع داخلية المدرسة، بالإضافة الى كون التصميم الذي أحدثت به رشاشات ومراحيض النزل رقم 3 عبارة عن مساحة مفتولة تعرض الطلبة لمخاطر البرد ولا تحترم حميميتهم،بالإضافة إلى عدم تجهيز الغرف بالوسائد و الأغطية والكراسي.
شروط الصحة والسلامة
أيضا عملية تدبير عملية إطعام الطلبة تعرف تجاوزات ،حيث غياب قواعد السلامة الصحية المحددة من طرف المصالح البيطرية ووزارة الصحة ،كما أن الطبيب الموضوع رهن إشارة المدرسة غائب في أغلب الأحيان ولا يراقب الوجبات اليومية،كما أن تنقية الخضر وتهييء اللحوم والسمك بالإضافة إلى عمليتي الطهي وغسل الأواني والتي يجب أن تنجز في أماكن متفرقة تنجز في نفس المكان مما يضاعف من وجود الأزبال والقاذورات، أيضا الأعوان المكلفون بإعداد الوجبات الغذائية لا يتوفرون على ملابس العمل (قفازات ،وقبعات ووزرات) ولا يخضعون للتحليلات الطبية الإجبارية بالإضافة إلى وجود أعقاب سجائر في أماكن عملهم داخل المطبخ.
وخروقات أخرى
التقرير وقف أيضا على تجاوزات أخرى في سجلات الإقامة الداخلية بحيث لم تضع المدرسة خاتم طابعها على السجلات إلا بعد إبداء المجلس الأعلى للحسابات لملاحظاته وكذا عدم ملائمة المواد الغذائية المسلمة للمواصفات الواردة بالصفقات وعلى سبيل المثال أورد المحققون صفقة الأسماك المجمدة سلمت سنة 2010 على شكل أسماك تزن بين 3و5 كلغ للواحدة عوض 10 كلغ للواحدة دون تنقية ودون إفراغ جوفها كما تنبعث منها رائحة كريهة مع العلم أن الصفقة تنص على أن السمك الذي سيسلم يجب أن يزن 10 كيلو جرامات للواحدة وأن ينقى ويفرغ من جوفه، والشيء نفسه وقع مع صفقة الدجاج واللبن المصفى.
كما لم يغفل التقرير نفسه ملف تدبير المشتريات والصفقات العمومية حيث أكد التقرير عدم احترام المدرسة لقواعد هذه الأخيرة،وتحدث التقرير عن اقتناء المدرسة بتاريخ 22 يناير 2008 برنامجا معلوماتيا يخص طريقة تسيير الميزانية والمخازن بمبلغ 51000,00 درهم إلا أنه اتضح أن هذا البرنامج غير مستعمل بتاتا،أيضا وقف قضاة المجلس على غياب وثائف في دافتر تحملات لعدد من الصفقات خصوصا تلك المتعلقة بأشغال صيانة مطعم المدرسة وصيانة القاعة المتعددة الوسائط والثالثة المتعلقة بإنهاء وتوسعة مطعم المدرسة.ناهيك عن استغلال بنايات دون اتباع مسطرة التسليم القانوني(مستوصف المدرسة ومنزل حارس المدرسة).
رد الإدارة
رئيس جامعة محمد الخامس بأكدال بالرباط قدم توضيحات بخصوص الملاحظات التي وردت في تقرير المجلس أقر بإيقاف التمويلات المخصصة لدعم حاملي المشاريع بعد أن تم تخصيص مبلغ 230 ألف درهم للمشروع الواحد وقد توصلت المدرسة بإعانات من الوزارة ومصلحة التعاون والعمل الثقافي بسفارة فرنسا،وبخصوص السكنيات أبرز رئيس الجامعة أن المدرسة لا تتوفر إلا على أربع وحدات للسكن الإداري ولأكثر من 20 سنة أربع محلات كانت تستعمل للسكن من طرف موظفي المدرسة بموافقة الإدارة القديمة،كما أن نائب المدير الحالي اضطر للسكن رفقة عائلته(4 أفراد)في شقتين مساحة كل واحدة 40 مترا علما أن السكن المحتل والذي من حقه أكبر من الشقتين معا،كما تم ربط جميع المساكن الوظيفية بشبكات الماء والكهرباء وتم إرغام الجميع بأداء مستحقات الاستهلاك بأثر رجعي.أما فيما يتعلق بالداخليات أكد رئيس الجامعة أن الطلبة يتم إسكانهم وفق شروط مرضية مبرزا ان المجلس حل بالمدرسة حيث كانت الأشغال جارية بالداخلية بما فيها مراحيض الجناح 4 ،أيضا،بطلب من الطلبة قبلت الإدارة إسكانهم بالجناح 3 رغم أن الأشغال كانت سارية وقد فضلت الإدارة إسكان الطلبة بدل تركهم يبحثون عن سكن بثمن باهض.


خالد السطي

تعليقات

المشاركات الشائعة