استياء الآباء والمجتمع المدني بعد غياب نائب وزارة التربية الوطنية عن جلسة «المساءلة» بسيدي احرازم
غاب
نائب وزارة التربية الوطنية بفاس عن اللقاء التواصلي الذي نظمه فرع رابطة
جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بسيدي احرازم، بتنسيق مع إدارة
الجماعة، في موضوع «المنظومة التربوية بجماعة سيدي احرازم، الواقع
والآفاق» صباح يوم السبت الماضي.
وقد تحول اللقاء، الذي حضره رئيس الجماعة وقائد الملحقة الإدارية ومدراء المؤسسات التعليمية بالمنطقة ورؤساء جمعيات الآباء، وعدد من فعاليات المجتمع المدني المهتم بالشأن التربوي، إلى جانب ممثلي المنابر الإعلامية الجهوية والوطنية، إلى جلسة «مساءلة» المسؤولين عن واقع التربية والتعليم بهذه المنطقة القروية، وما تعرفه من اختلالات تعيق التمدرس وتشجع على الهدر المدرسي، وتساهم في إفشال مختلف الاستراتيجيات التكوينية والتعليمية في مجال إعداد الإنسان. وقد وقف الحضور على الاختلالات التربوية والتعليمية ذات الطابع المادي والبنظري والبنيوي والبشري، التي تجعل النظام التربوي التعليمي يتخبط في متاهات لا متناهية، من مشاكل وصعوبات التي غالبا ما تحكم على خططه واستراتيجياته بالتعثر، وعلى وعوده وجهوده بالارتجال، وعلى آفاقه وتوجهاته بالغموض، حيث أشار العربي كليوش، عضو مجلس التدبير بإعدادية الوحدة، إلى الاكتظاظ مع نقص في الأطر التربوية مؤكدا على عدم تعويض أستاذة مادة اللغة العربية التي هي في رخصة مرض، كما هو حال مادة التربية الإسلامية، معلقا على غياب النظافة داخل المؤسسة بعد تكليف المنظفات بتهيئ التغذية للتلميذات والتلاميذ النزلاء وتحويل نشاطهن إلى المطبخ الذي يفتقر بدوره لشروط السلامة، حيث الأجهزة المتلاشية كادت في وقت ليس بالبعيد أن تؤدي إلى حريق، دون أن ينسى في مداخلته الحديث عن أوضاع دار الطالبة التي تفتقر لتصميم وغياب قنوات صرف الصحي، مشيرا إلى سوء التدبير الذي كلف المؤسسة 7000 د لفاتورة الماء.
وقد أكد إدريس العادل رئيس الرابطة على أهمية الاهتمام بالعالم القروي في مجال التربية والتكوين، على اعتبار أنه بحاجة إلى رعاية ومجهودات أوفر حتى يسير وفق الطموحات التي تسعى إليها كل مكونات المنظومة التربوية، مضيفا أن الرابطة منذ إنشائها وهي تسعى إلى جعل التمدرس في العالم القروي رهانا أساسيا في التنمية بكل أبعادها.
من جانبه، أشار رئيس جمعية أمهات وآباء تلاميذ مجموعة مدارس سيدي احرازم إلى انتشار ظاهرة الأقسام المشتركة، وضم بعض المستويات بعضها البعض، إلى جانب النقص الحاد في الموارد البشرية، والارتجال في التدبير والتغاضي عن التسيب، في غياب مقاربة تربوية بالمؤسسة في تدبير الشأن التربوي.
كما أثارت إحدى المتدخلات، موضوع دروس الدعم والتقوية، الذي أضحى مسألة ملحة وضرورية في معظم المؤسسات التعليمية، وذلك نتيجة عدم مسايرة بعض التلاميذ، على اختلاف مستوياتهم الدراسية، للإيقاع العام بكل فصل دراسي، وقد أنشئت في السنوات الأخيرة خليات اليقظة على مستوى كل مؤسسة وخلية إقليمية، بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. وأثارت معه الإكراهات التي تجهز على أهداف المشروع الرامية إلى الدفع بالمستفيدين إلى تأهيل قدراتهم وتمكينهم من مواكبة الدراسة، إلا أن ضعف التكوين بالمدرس يلقي بظلاله على مجهودات الجهة الموكل لها الإشراف على دروس الدعم والتقوية.
من حين لآخر، حاول رئيس الجماعة الإجابة عن الأسئلة التي جاءت في المداخلات التي تقدم بها المشاركون، وعلى الانتقادات الموجهة إلى المصالح المشرفة على المنظومة التربوية بفاس، التي غاب ممثلوها عن اللقاء التواصلي.
فهذا الواقع، الذي يعاني من اختلالات كبيرة وكثيرة، سواء على مستوى التجهيز والبنيات التحتية أو على مستوى الموارد البشرية، قد يؤدي إلى العزوف عن الدراسة والنفور من المدرسة بهذا العالم الذي هو في أمس الحاجة إلى التعليم من أجل النهوض بأوضاعه الاجتماعية والاقتصادية، كما أن هذه الاختلالات قد تكون بمثابة قنطرة لظاهرة التكرار والتسرب الدراسي والهدر المدرسي، وبالتالي عدم تكيف المدرسين والتلاميذ مع ظروف غير ملائمة لتلقين وتلقي العلم والمعرفة، الأمر الذي ينتج عنه تناسل الجهل وتفشي الأمية.
حسن عاطش
تعليقات
إرسال تعليق