3 أسئــــــلة لـ: أحمد سحيمد





كيف تقيّم مرحلة سنة وبضعة أشهر من حمل محمد الوفا حقيبة وزارة التربية الوطنية؟


< سؤال محرج.. بحكم الحساسية التي تربطني بالسيد الوفا، ومَهما كانت درجة الموضوعية التي يمكن الإنسان أن يلتزمها ستكون نظرة انتقاد من طرف البعض، وسيراها آخرون من الجهة الثانية.. لكنْ للتاريخ وللأمانة، فإن الوفا جاء في ظرفية عرفت فيها المنظومة التربوية نوعا من الخلخلة والاهتزاز، كان مربكا بالنسبة إلى المنظومة ككل، لأنّ الاحتجاجات التي كانت مصاحبة لاتفاق 26 أبريل من طرف بعض الفئات جعلت كل من لم يجدوا أنفسهم في الاتفاق يخرجون للاحتجاج.. ورغم احتجاج المركزيات الأكثر تمثيلية، أصرّ الوفا على مقابلة الجميع (فئات و منظمات وجمعيات).. وهو ما كان فيه نوع من الإحراج بالنسبة إلينا، حيث برّر الوفا ذلك بكونه يود الاطلاع على المنظومة من خلال كل المكونات. وإذا اعتبرنا الأمر مؤشرا إيجابيا فإنه، في المقابل، شجّع الفئات على الاستمرار في الاحتجاج، وبالتالي نحن في مركزياتنا بدأنا نرى أن الأمر قد «اختلط» في الحقل النقابيّ بين الحابل والنابل، وبين الاحتجاجات المطلبية المحضة وبين الاحتجاجات التي دخلت على الخط بغرض إثبات الذات أو لغرض في نفس يعقوب.. وقد جعل هذا الأمر البداية تكون صعبة جدا، ونحن في النقابات الأربع كنا قد اتفقنا، في البداية، على إعطاء الوزير فرصة لمعرفة المنظومة وخباياها، إلا أنّ حدة بعض الهيئات في المَطالب وإصرارها على قلب الطاولة على الجميع، فإن الحكومة والسلطة العليا شاركت الوفا في توجهاته، والدليل هو ما وقع في  ملف المبرزين، فكل الأطراف المسؤولة عن السياسة التعليمية تتدخل لإعادة الأمور إلى نصابها.


ما هي أهم القضايا التي ترون أنها آنية بالنسبة إلى المنظومة التربوية وتتمنون أن يحسم فيها الوفا خلال مرحلة ولايته؟

< لكي نكون أوفياء للنهج الذي قطعناه على أنفسنا كنقابات مركزية (رغم اختلاف المواقع) لأن الفدرالية الديمقراطية للتعليم كانت تنسّق معنا والآن اختارت التنسيق مع الإخوة في الكنفدرالية، وللتاريخ فنحن نحترم إخوتنا في (ك. د. ش.) وكنا نحترمهم ونرى أنهم أقرب إلى التنسيق معنا، لكنّ الإحراج الذي كانت تجده الفدرالية مع الكنفدرالية هو الذي جعلنا نبتعد عن الكنفدرالية، في حين نجد اليوم الفدرالية تبتعد عنا وتنسق مع الكنفدرالية.. «حْتى ولينا لا ديدّي لا حْبّ الملوكْ»..


لقد كان الملف المطلبيّ مشترَكا بين أربع نقابات، كانت تنسق بشكل جماعي، وعلى ضوئه خضنا الحوار وخضنا النضالات التي كانت قبل 26 أبريل، وكنا قد اخترنا من الملف المطلبيّ المشترَك 12 نقطة، واعتبرناها أولوية الأولويات، وقلنا إن الملف الذي يفوق 30 نقطة مطلبية يكون صعبا تحقيقه في فترة من الفترات، لهذا اخترنا نهج مبدأ الأولوية في الملف المطلبي، واعتبرناها مطالب المرحلة، والحمد لله تمت الاستجابة لها، وعلى رأسها رفع الحصيص، الدرجة الاستثنائية، التي لازالت الحكومة تتلكأ فيها، ملف الممونين ضحايا نظام 2003، وملف ملحقي الإدارة والاقتصاد، المجازين، الامتحان المهني، الذي أصبحت فيه السنة المالية هي المتحكمة وليس سنة الاستحقاق.. إضافة إلى مجموعة من الفئات التي وجدت ذاتها في الحلول المقترحَة..


وقد قلنا عندما نحقق جميع النقط الـ12 إننا سنمر إلى باقي نقاط الملف المطلبيّ في إطار اتفاق مع الوزارة. ما نأسف له الآن هو التشرذم الذي يسعى إلى تحويل النقابات إلى قطبين، الأول يجر إلى اليمين والآخر إلى اليسار.. وأعتقد أنّ المَطالب التعليمية فوق تموقع المعارضة وتموقع الحساسيات المشاركة في الحكومة، الذي لن ينفع الأسرة التعليمية في شيء، بل سيقدّم خدمة لجهات أخرى كانت بالأمس توصف بالكائنات الانتخابية..



تعد الجامعة الحرة للتعليم أحد مكونات الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي للحزب الذي يتحمل حقيبة وزارة التربية الوطنية، كيف تعاملتم مع هذا المعطى؟

< بصدق -ويمكنني أن أقسم على ذلك- فإن مطالب الأسرة التعليمية فوق كل اعتبار، فلولا التزامنا وتشبثنا بهذه المطالب لكنا «ذبنا» منذ سنوات، ونحن نعتز بكون حساسية من حساسياتنا تسير، ونتمنى أن تخدم هذه العلاقة الأسرة التعليمية، ونحن في الاتحاد العام خرجنا منذ مدة من ثقافة النقابة التصادمية إلى ثقافة النقابة التشاركية، ونتمنى أن يكون هناك تأويل صادق لهذه الشراكة. 



 الكاتب العام الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم (ا. ع. ش. م.)
 حاوره رضوان الحسني



تعليقات

المشاركات الشائعة