سأنبؤكم عن وزير التعليم و التربية ، ابو الحروف الهجائية ، زعم صاحب
المقامة الفهدية ، ان الوفا الذي لم يجد بمثله هذا الزمان قام بزيارة
ميدانية ، لإحدى المؤسسات التربوية ، لتفقد المنشات التعليمية ، والاضطلاع
على لوائح الحضور و الغياب اليومية ، ليكشف عن أي ثغرة تخوله الظهور و
التبجح في الاخبار اليومية ، سيرا على هدي المنطق الفضائحي للعدالة و
التنمية ....
منطق الدعاية الاعلامية ، بمسحة دينية . لغة التمساحة و التمساح العفريت و
زوجته الجنية ،( اذ نصت على المساواة الفصول و النصوص الدستورية )
تجدر الاشارة ، علو كعب الوزير في هذا الباب ، في البرلمان تخونه العبارة
، يتحجج بغياب النظارة ، و بالإرهاق من كثرة التنقل بالسيارة . او بمشاغل
الادارة . وأمام الصحافة ، تعوزه اللباقة : يشتم اوباما ومؤسساته
، ينهر النائب و رجالاته . يكيل لرجال التعليم العتاب والملامة ، اما ابن
كيران فيكثر الابتسام امامه ، ما تعاظم أحد على من دونه ، إلا بقدر ما
تصاغر لمن فوقه . لم تسلم حتى المتعلمات ( لا ضير من مفاهيم بيداغوجيا
الكفايات ...) من كثرة الخرجات ، فهذه بلغت سن الزواج وفاتها سن التمدرس
فات ، وتلك لم تحضر الادوات ، و ثالثة لم تجبه فعدها في عداد الاموات.
كانت اخر الفيديوهات ، استاذة مجازة ، ثماني و عشرون سنة معانات و زيادة ،
بين مستوصف وعيادة ، على الالم معتادة ، كلما همت بالخروج تنطق الشهادة ،
فالطريق وعر حتى على المتمرسين في الرياضة ، تجدها تهمس وتتمم : العمل
عبادة ، العمل عبادة... لك مني كل التقدير و الاشادة ، و انتم يا سادة ؟؟؟
باغتها الوزير ، اصطحب المدير ، وغابت صاحبتو السكرتيرة ، تحضر
لسعادته المسمن ، الشاي و البغرير ، تقمص دور الخبير ، ليكشف بالدليل ، الغث من السمين ، وكأنه سيبويه او الجرجاني ، او بديع الزمان الهمذاني ، او الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ...
فالتعليم ليس بضاعة ، اجرام عنف مدرسي و فظاعة ، او هرطقات اخر ساعة ، بكل
اكاديمية تلفاز و اذاعة ، هو فن و ابداع يقتضي البراعة ، هو همم و قرارات
شجاعة ، اشراك لكل مؤسسة و جماعة ، تخطيط عقلنة تحفيز و صناعة ، و ليس
اخراج الفزاعة : اقتطاع تأديب ترهيب بالمجاعة ، و الا سيشقّ الاستاذ عصا
الطاعة ، وتنحمي عن محياه الدعة و الوداعة ، لا تغرنك المظاهر فالمظاهر
خداعة ، ما تخاله استكانة و خوفا قد يتغير في ساعة .
فعد الى رشدك قبل
فوات الأوان وانصرام الزمان عسى ان تشعر رجل التعليم بالأمان ، فيتغاضى عن
ظلمك حتى الان ، فرجل التعليم لا يهان . وكل ما قيل في حقه ظلم و بهتان ،
يفتقد ادنى برهان ، يكفينا قفشات بن كيران ، اشعرتمونا بالغثيان . سياسة
اخر الزمان ، صرنا كالأيتام في مأدبة اللئام ( بعدما كان لنا الهمة و
الشان ) نتقاذف كالكرة في الاقدم . يا اسفي على تلكم الايام . فسبحان مبدل الاحوال من حال الى حال . من خلق الانس كما الجان . يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شان .
نأتي الان لحديث التنسيقية الابية ، المقصية ظلما من الترقية ، سأسرد
عليكم حجج الوفا الوهمية : شح الميزانية ، وتبني الدولة سياسة تقشفية ،
زعم الوفا ان زمن الترقي بالشهادة انقضى مع النسائم الربيعية ، ثم سن
سياسية قرقوشية ، لا تعترف بغير الاقدمية ، و بالتقيد في اللوائح الرسمية
، ان كانت لك نقطة ادارية ، و انتظار انصرام العشرية ، كغيرك من الشغيلة
التعليمية . اما الاجازة فهي للاستزادة المعرفية . وللشطحات الفكرية ،
دونما استفادة مادية ، طيب ، فهمنا الاغنية ، فما بال خريجي المراكز
التكوينية للسنة الانية ؟ اليست لهم ذات الاجازة الوطنية ؟ و الجنسية
المغربية ؟ ام ولدوا وفي افواههم ملاعق ذهبية ؟ فما انتم فاعلون يا
اخوان ، وقد جند التلفزة العمومية ، بحلته البهلوانية ، و طواحينه
الدوكيشوتية ، وتأويلاته الدستورية ، وتهويلاته العجائبية ، وسياساته
الترقيعة . مع مساندة مطلقة بنكرانية . عقد العزم على النيل منكم ، ان
استكنتم للذل و الهوان سيشار لجيلنا بالبنان ، و سنغدو مثالا للسخرية ، في
الاوساط التعليمية ، سيخرجون عنا الالقاب و سيكثر تقرقيب الناب ، من الدهماء و اولي الالباب ، ستلوكنا الالسن كما الكباب ... فهل انتم مع خطوات تدرجية ؟ ام سياسة تصعيدية ؟ لكم مني الف الف تحية .
تعليقات
إرسال تعليق