التعليم بين البلد الحبيب و بلاد الإفرنج...
التعليم في البلد. الواقع الخيالي يقول: إنه مسألة ثانوية. الدروس الإضافية الإجبارية، المدارس و الإعداديات و الثانويات العمومية المفزعة و الخاوية على عروشها على كل المستويات، التعليم الخصوصي العالي الجودة نسبيا ولكن الباهظ الثمن، التعليم العالي العمومي المفلس تماما، و قضية التربية المؤجلة إلى قيام الساعة، كلها مواضيع ثانوية بالنظر إلى الواقع الخيالي.
أما
حل معضلة التعليم في البلد فيتوقف على أمرين: إما رفع القدرة الشرائية لكل
المواطنين حتى يتأتى لهم شراء تعليم خصوصي ذو جودة عالية نسبيا، أو ضخ
أموال طائلة في ميزانية التعليم العمومي للقيام بالمتعيّن. خلاصة: المال
إذا هو الحل. فمضاعفة أجور المعلمين و الأساتذة مرات متعددة، و بناء
المدارس و الإعداديات و الثانويات، كلها أشياء تقتضي التوفر على المال.
في
الحقيقة، المال موجود بشكل وفير، وإذا كان غير كافي فيمكن جلبه بسرعة و
بسهولة نسبية...، و لكن التبذير موجود بشكل أوفر. تصحيح الخلاصة: الحل هو
القضاء على الرشوة و تبذير و نهب مال الشعب.في الماضي البعيد نسبيا أو
شيئا ما، قام وزير "حداثي"، قيل أنه "حداثوي"، بمقاربة "كلاسيكية" في
إصلاح التعليم، و ذلك باستعمال أموال الشعب لتجهيز المدارس العمومية
بالآلاف من الأجهزة التلفزية، بما فيها تلك المدارس التي لم تكن مزودة
بالكهرباء...، و كم كانت كثيرة تلك المدارس التي لم تكن مزودة
بالكهرباء... فيا للإصلاح "الحداثي" أو "الحداثوي" الأعجوبة.
أما في
الماضي القريب جدّا، فلقد اعتمد وزير مستقل تمام الاستقلال على الحزب الذي
يعد بالعدالة و التنمية مقاربة جديدة للإصلاح لا تعتمد على مال الشعب، و
ذلك بتنقيط المعلّمات بصفرين على عشرين مع تدوين النقطة على صبورة الفصل
أمام التلاميذ، بالموازاة مع التوبيخ الشديد العلني للتلميذات الفقيرات
المتقدمات في السن نسبيا اللائي لم يتزوجن بعد... و يا للمقاربة الجديدة الأعجوبة في الإصلاح... ثاني تصحيح للخلاصة: الحل هو معالجة قضية "تقنيات" تعيين الوزراء و المسؤولين و شكرا على انتباهكم.
سيداتي،
سادتي، إنما الإصلاح يعني في بعض الأحيان الكثيرة التخريب و ذلك لأن
المقصود منه هو التغيير، و أما التغيير فيكون في بعض الأحيان الكثيرة
تغيير إلى الأسوأ. كحال التعليم مثلا في البلد الحبيب، فلقد كان التعليم
أفضل في الماضي البعيد قبل أن يتم تغييره إلى الأسوأ. ففي عهد قيل أنه عهد
بائد، كان المسؤول على التعليم يزوّد فعلا و حقيقة الأقسام بالطاولات
الضرورية، مثلا...، و لكن شريطة أن تحصل على الصفقة شركته الخاصة التي
أنشأها خصّيصا لهذا الغرض... أما في الماضي القريب، فلا أحد يعرف ماذا حصل
بالضبط في الصفقات الخيالية الخاصة بتجهيز المدارس التي لا كهرباء فيها
بالأجهزة التلفزية غير الضرورية بتاتا و يا للهول، يا لهول المصيبة... و
الكل مدوّن في الصحافة التاريخية...الخيالية..، فلا لوما و لا عتابا لأن
السرّ محفوظ...
في عهد سابق، كانت لغة الفرنجة لغة أساسية لأنها كانت
لغة ما زالت حية. أما اليوم فلا أحد يعرف لماذا يتشبث المسؤولون بلغة
الإفرنج و يفرضونها فرضا في البرامج التعليمية كلغة أساسية بعد أن أضحت
تحتضر و تقترب من الموت الأكيد... يا للهول و يا للمصيبة، الأطفال في
البلد الحبيب يتعلمون لغة ميّتة لا محالة، لن تنفعهم في شيء. و شكرا على
انتباهكم سيداتي سادتي... و لا يمكن بتاتا اعتبار فرض لغة الإفرنج في
البرامج التعليمية ذكاء يمكّن من إيصال ثقافة و هوية البلد الحبيب إلى
الفرنجة بلغة أمّهاتهم لأننا استيقظنا على حقيقة مروعة...، و هي أن
الفرنجة يدّعون معرفة البلد الحبيب "تمام المعرفة" من خلال الكاتب، بصفة
عامة، "العلمائي" المتنكر لهويته و لأصله و لبلده، و الكاتب، بصفة عامة،
الذي يوصي بعدم دفنه في مقابر المسلمين الطيبين... (- أنظر فقرة "تسرع
الرئيس و انتصار المنشد"-)، و يا للنفاق الدبلوماسي الإفرنجي المفضوح...
أما
كتّاب البلد الحبيب الذين يجسّدون هوية الشعب و ثقافته الحقيقية، فحكام
الإفرنج لا يعرفونهم، و لا يقرؤون كتبهم، و لا يروّجون لها رغم أنها هي
أيضا مكتوبة بلغة الفرنجة... ما هذا الورش؟ أو (- بفتح الواو-) إلى هذا
الحد تدنّت نسبة القراءة لدى الإفرنج...؟ أيها الناس، لما التشبث بلغة
الفرنجة إذا كان حكام الإفرنج لا يقرؤون سوى الكتب الكاذبة الضارة بالبلد
الحبيب و بسكانه الطيبين المسلمين؟ لما التشبث بلغة الفرنجة إذا كان
الإفرنج المتحكّمون لا يعترفون سوى بالكتب المتنكّرة لهوية البلد الحبيب و
لثقافته الأصلية الأصيلة الطيبة ؟
سيداتي سادتي، فرض لغة الإفرنج، التي
هي لغة شبه ميّتة أو في حالة احتضار، كلغة أساسية في برامج التعليم يستلزم
تعويض مالي ضخم يؤديه الفرنجة للبلد الحبيب، تعويض مالي يستعمل لمضاعفة
الأجور في قطاع التعليم الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في البلد الحبيب،
و إلّا فعلى البلد الحبيب إلغاء لغة الفرنجة من جميع مقررات التعليم
الإجبارية و استبدالها بلغة أجنبية أخرى...، و شكرا على انتباهكم.
لا
يمكن الاستمرار في ترويج لغة الإفرنج لإنقاذها من موت محقق في البلد
الحبيب دون مقابل. فإما أن يتم فرض لغة البلد الحبيب، و التي هي لغة
الجنّة، في بلاد الإفرنج كلغة أساسية، أو أن يتم سحب لغة الفرنجة من
مقررات التعليم الإجبارية في البلد الحبيب. و هناك حل آخر، و هو أن يلتزم
الإفرنج بأداء فاتورة مضاعفة أجور المعلّمين مرتين متتاليتين على الأقل
مقابل الإبقاء على لغة الفرنجة في مقررات التعليم في البلد الحبيب. و
السلاح الذي يجب استعماله عند اندلاع المفاوضات هو سلاح المنطق.-
ملحوظة: مضاعفة الأجور في التعليم الابتدائي و الإعدادي و الثانوي فقط...،
لأن الطلبة في التعليم العالي لا يحتاجون لأساتذة بقدر ما يحتاجون للتوجيه
في مجال تخصصاتهم، شريطة أن يكونوا قد استفادوا من تكوين جيد في الأقسام
الابتدائية و الإعدادية و الثانوية.
الأزمة الاقتصادية العالمية،
تقريبا...، تهدد بلاد الإفرنج أكثر من تهديدها للبلد الحبيب. الفرنجة
ينتجون كثيرا و لكنهم أضحوا يستهلكون أكثر مما ينتجون على عكس البلد
الحبيب حيث الإنتاج قليل و الاستهلاك أقل، كما أن القناعة، على العموم،
متوفرة بغزارة في البلد الحبيب بحكم التربية الدينية الحسنة نسبيا لسكانه
الطيبين، و هي تربية يجب الحفاظ عليها بتشجيع المتطوعين في مجال التربية
الحسنة، من حزب يعد بالعدالة و التنمية...، و جماعة محظورة...، و جمعيات
دينية تربوية نيّرة، و دعاة أخيار، و شيوخ علماء أجلاء، إلى آخره... و لكن
حذار، فالأمور المتعلقة بالأزمة الاقتصادية العالمية، تقريبا...، يجب أن
تؤخذ بنسبية غاية الّدقة، و شكرا على المجهود المبذول في الفهم. طيب.
الإفرنج
يريدون المحافظة على الأسواق المربحة كما يودّون غزو أسواق أخرى جديدة في
بلدان عدة...، و لن يتأتى لهم ذلك دون هيمنة ثقافتهم في تلك البلدان التي
يغزون أسواقها. أما البلد الحبيب فهو البلد المحوري في هذه العملية التي
لا تنفع سوى الفرنجة... حان الأوان ليعلم البلد الحبيب أنه بلد مهم غاية
الأهمية... التواضع شيء جميل و لكنه لا يجب أن ينقلب إلى مضرة للبلد
الحبيب، مضرة لا تجلب له و لا أدنى منفعة. و الله أعلم.
سيداتي، سادتي،
تواضع الفرد الذي لا يزكي نفسه تقرب من الله، ما دام التواضع ذاك المشار
إليه لا يضرّ بالغير. أما أن يتنازل الفرد عن هويته و ثقافته فهذا لا يمت
للتواضع بصلة، بل هذا انبطاح و استسلام مقزز و هوان ذليل و ابتعاد عن الله
عزّ و جلّ في علاه، و العياذ بالله. فعلى سبيل المثال لا غير، الكتّاب
الطيبون الذين يستعملون لغة الإفرنج ليتواصلوا مع الفرنجة ليعرّفونهم على
ثقافة البلد الحبيب أمر مستحب، ولكن شريطة أن لا تتنكر بلاد الإفرنج لما
يكتبه هؤلاء الكتّاب الطيبون بصدق و أمانة و نكران للذات، مع الاهتمام و
الترويج، على أعلى المستويات، من لدن حكام الفرنجة، لكتّاب "علمائيين"
أشرار يخونون العهد و الأمانة و يتنكرون لهوية و ثقافة البلد الحبيب. و
الله أعلم.
هذا يعني أن على كتّاب البلد الحبيب الأكفاء الطيبين
المسلمين الكفّ على الكتابة بلغة الإفرنج لأن الفرنجة، على أعلى المستويات
و في كل الأحوال، يقرؤون في السر، و يحللون في السر، بل يمحّصون في السر،
كل ما يكتبه هؤلاء الكتّاب الطيبون لأنهم أكفاء بغض النظر على اللغة التي
يستعملونها... فلما المثابرة على الترويج للغة الفرنجة و هي لغة تحتضر
ستموت و سينتهي أمرها عما قريب إن لم يتم إنقاذها من طرف كتّاب البلد
الحبيب الطيبون المسلمون ؟ نعم، صحيح و معلوم أن الكتّاب "العلمائيين"
الأشرار المتنكرون للأصل و الذين يكتبون بلغة الإفرنج يساهمون من حيث لا
يدرون في قتل لغة الفرنجة...، و لم يحن الوقت بعد لذكر الأسباب و شكرا على
تفهمكم أيها القراء الشرفاء الأعزاء. أما الأصح، فهو وجوب الامتناع على
الكتابة بلغة الفرنجة من لدن كتّاب البلد الحبيب الطيبين حتى لا يساهموا
من حيث لا يدرون في إنقاذ لغة الإفرنج دون مقابل يعود بالنفع لبلدهم و هو
البلد الحبيب. و الله أعلم.
سيداتي، سادتي، الفرنجة يستعملون اللغة
العربية و هي لغة الجنة للترويج لثقافتهم، و هذا يعني أنهم يعلمون أن
لغتهم تندثر. فهم يؤسسون القنوات الإخبارية الناطقة بلغة الجنّة لتمرير
الأخبار التي يريدون، علما منهم أن اللغة العربية يستحيل مقاومتها، أما
السر في ذلك فلأن اللغة العربية - يعني لغة البلد الحبيب- هي لغة الجنة و
لكن هذا موضوع آخر...
لقد كتب كتّاب البلد الحبيب الطيبون ما يكفي بلغة
الفرنجة بغية إسداء النصح لبعض الحكام خريجي البعثة الإفرنجية في البلد
الحبيب، و لقد وصلت الرسالة أو تكاد و الحمد لله وحده، أما اليوم فلقد حان
الأوان لنصرة اللغة الأم و هي اللغة العربية، لغة الجنّة، بما أن الكتابة
بلغة الفرنجة أضحت تضر و لا تنفع البلد الحبيب... سيداتي، سادتي، لم يحن
الأوان بعد لمزيد من التوضيح و شكرا على تفهمكم.
نماذج التعليم السيئ
كثيرة و من بينها "العصيدة" "الثقافوية" الخائنة و الكافرة بالحق، و لكنها
مساندة بشراسة قل نظيرها من طرف بعض الفرنجة المتحكمين في أمور الإفرنج،
كما أنها مساندة من لدن بعض ما يقال أنهم حقوقيين و هم في الحقيقة مجرد
ظلمة و خونة مدسوسين و مزروعين في البلد الحبيب الذي تحاك ضده مؤامرة
عظيمة شنيعة خبيثة تدبّر له في ظلام غادر و بمكر رفيع التقنية...، فهي
مؤامرة تكاد تكون غير مرئية لا يراها سوى الطيّبون الذين يفكرون برزانة و
نكران للذات نكرانا يكاد يكون تامّا...، و يقرؤون مجريات الأمور بتروي و
هدوء و ذكاء...، و معلوم أن الذكاء هو فقط لمن أراد أن يكون ذكيا... و
الله أعلم.أيها الناس، إنما أمر الإفرنج لغريب عجيب أعجوبة، فهم
يسيؤون للبلد الحبيب و يطعنون في رموزه بسخرية خبيثة دونما أي استثناء و
لو من باب الإنسانية...، و دونما أدنى احترام لسيادة البلد الحبيب و
لسكانه الطيبين ربما زيادة...، ثم يأتي متحكم في أمورهم ليوصي خيرا بلغة
الإفرنج في نفاق عظيم لم يسبقه نفاق في تاريخ العالمين، مع الإشادة بمن
أوصى بعدم دفنه في قبور الطيبين...، و تشجيع و حماية كل عصيدة "ثقافوية"
خائنة و كافرة بالحق... فتحية للعالم و الشيخ الجليل حسن الكتاني الذي
يتصدى بعلم و بسلم سليم لكل "عصيدة" "ثقافوية" خائنة و كافرة بالحق، تحية
للعالم الجليل الذي يدعو إلى رفع الدعاوى و سلوك كل السبل القانونية
السلمية السليمة لإيقاف "العصيدة" "الثقافوية" عند حدّها... و يا ليث
القوم يسمع الكلام قبل فوات الأوان... و تحية كذلك للجندي من حماة الحدود،
الشريف العلوي الشجاع مانع الحقيقة من الضياع، و الخزي و العار
"للعلمائيين" المرتزقة عملاء الاستعمار و المنضوين تحت لواء جمعية الحقوق
الضالة المضلة الظالمة المتطاولة على الدين الحنيف. و في الختام، هنيئا
للبلد الحبيب بشرفائه الطيبين و الحمد لله رب العالمين.
سيداتي، سادتي،
صبرا صبرا، فالمرافعة لم تنتهي بعد. أهمل الفرنجة مسألة التربية في
التعليم فكانت النتيجة احتضار لغة الإفرنج. سار البلد الحبيب لمدة ليست
بالقصيرة على خطى الفرنجة في ما يتعلق بالتعليم بدل السير على خطى الرسول
الحبيب حتى انعدمت التربية الحسنة في الفصول تدريجيا...، إلى أن بدأ
المراهقون يبهدلون معلميهم و يضربونهم ضربا في المدارس العمومية... حان
ربما الأوان للتخلص نهائيا من النموذج الإفرنجي المفلس في التعليم لأنه لا
يجلب للبلد الحبيب سوى المتاعب... و أكيد، حان الأوان للرجوع للأصل و
الأصول في ما يتعلق بمسألة التربية في التعليم... فالمدرسة الناجحة
الواعدة المبشرة بكل الخير هي التي تنهج السبيل الصحيح في التربية قبل
التعليم.
سيداتي، سادتي، المعلّم في الطور الابتدائي سلاح ذو حدّين...
و لا داعي ربما للتفصيل الممل... في يوم الخامس و العشرين من الشهر الرابع
من السنة الثالثة عشر بعد الألفين، جاء طفل في ربيعه السادس يحكي لأبيه عن
معلّمته التي كان موضوع درسها طاعة الوالدين...، و يا لروعة السبيل الصحيح
في التربية و التعليم...، فاستغل الأب الظرف و الموقف و قال لولده الصغير
الذكي المشاغب ذو الشغب الجميل تبارك الله أحسن الخالقين: ألم أقل لك كذا
و كذا و لم تفعل؟ فأجاب الطفل الصغير: نعم و لكنني لم أكن أعلم... فاستطرد
الأب قائلا: أنت الآن تعلم، فكفاك معصية و شغبا... ويا للجمال أيها الناس،
فلقد رد الطفل الصغير: نعم، نعم أبي... فشكرا إذا للسبيل الصحيح في
التربية قبل التعليم.
و لكن هناك مشكلة ربما عويصة...، لأن الأب
المحدود الدخل نسبيا، كان قد اشترى بثمن باهظ جدا نسبيا، لولده الصغير،
تعليما خصوصيا ينهج السبيل الصحيح في التربية و التعليم، و ذلك بعد أن
تأكد بأن المشرفين على المدرسة الخصوصية المعنيّة يعدّون من رجال التعليم
القدامى، أو المتقاعدين من قطاع التعليم العمومي الأصيل الذي يكاد يفتقده
البلد الحبيب، منذ أن استسلم هذا الأخير للمناهج ألاّ تربوية الإفرنجية
التي أوصلت الفرنجة إلى ما هم عليه من هوان تربوي يبشر بنهاية أكثر
مأساوية مما هو عليه المجتمع الإفرنجي حاليا و الذي ينذر بنهايته كمجتمع
إنساني... و الله أعلم.
نعم، هناك مشكلة عويصة لأن لا شيء يضمن أن يكون
المعلّم المتذمر من أوضاعه المادية في سلك التعليم العمومي، في البلد
الحبيب، حريصا على تلقين الصغار طاعة الوالدين، و رضا الوالدين، بنفس
الطريقة المؤثرة في الأطفال الصغار التي يعتمدها المعلم أو المعلّمة في
مدارس السبيل الصحيح في التربية و التعليم الخصوصية النادرة التي يشرف
عليها خبراء أكفاء شرفاء لهم حس تربوي ديني و وطني جد مشرّف. و الحمد لله
رب العالمين.
فالمرجو الانتباه سيداتي سادتي، لأن أطفالنا هم أطفال
البلد الحبيب كلّهم بما فيهم الأغلبية الساحقة من صغار السن الذين لا
يستطيع آباؤهم شراء تعليم خصوصي سليم لهم يهتم بالتربية قبل التعليم...
أما المشكل الأكبر فهو ضرورة توفير الجواب الشافي لسؤال: كم هي تلك
المدارس الخصوصية التي يسيّرها رجال التعليم الشرفاء الطيبون الذين
يتوفرون على حس تربوي ديني و وطني شريف رغم صعوبة التعامل مع النظم
التربوية المفروضة...، و كم هم هؤلاء الذين يتوفرون على تجربة كافية في
مجال التعليم العمومي اكتسبوها قبل سيطرة الإفرنج بحقوقهم الباطلة و التي
يراد بها باطل على سياسة التعليم و التربية في البلد الحبيب...؟فكأن
رجال التعليم الخصوصي الشرفاء الأكفاء مقاومون، يقاومون خلسة و في السر
المدّ التخريبي الهمجي الإفرنجي في مجال التربية و التعليم، حتى لا يضيع
مستقبل البلد الحبيب... أما الحل فهو بسيط: تعميم تجربة المدارس الخصوصية
التي تنهج أسلوب السبيل الصحيح في التربية قبل التعليم لتشمل قطاع التعليم
العمومي، لأن من حق أولياء تلاميذ المدارس العمومية أن يوفروا لأطفالهم
تعليما حرّا عال الجودة نسبيا، و ما على الفرنجة إلا أداء الواجبات
الشهرية الضرورية بدلا عن الفقراء مقابل إنقاذ لغة الإفرنج من الموت
النهائي و ذلك باعتمادها كلغة ثانوية جدا في المقررات المدرسية في البلد
الحبيب.
سيداتي سادتي، الشرح و التفسير و التدقيق سيأتي عند الطلب لا
محالة، إن سرّا أو علنا، فراوي الرواية ينتظر تساؤلاتكم و استفساراتكم...
و شكرا على انتباهكم، و تتبعكم، و اهتمامكم بكل أبناء البلد الحبيب دون
استثناء، فالاستثناء الذي ينعم به الوطن لا يجب أن يكون إقصاء لأبناء
الفقراء... سيداتي سادتي، الأنانية عدوّتنا و عدوّة استقرار البلد الحبيب
و شكرا على انتباهكم، و حذار ثم حذار من الإفرنج أو الفرنجة، إنهم مفاوضون
شرسون يريدون السمك بالمجان.
أيها القراء الشرفاء الأعزاء، روايتكم
الأدبية الإبداعية... مستمرة ما شاء لها الله عزّ و جلّ في علاه أن تستمر.
و يتمنى راوي الرواية أن يكون القراء الشرفاء الأعزاء قد استمتعوا بهذه
الفقرة من الرواية الأدبية الإبداعية...
كانت هذه، سيداتي سادتي، فسحة
و استراحة قبل العودة.. ربما للأهم... و كل تطابق مع شخصيات حقيقية مجرد
صدفة... و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
يونس فنيش
تعليقات
إرسال تعليق