شبح الخصاص في المُدرِّسين يخيم بظلاله القاتمة على الموسم الدراسي 2013- 2014








أكدت بعض المصادر النقابية أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء ستعاني من خصاص فظيع في الموارد البشرية خلال الموسم الدراسي المقبل 2014/2013. فإذا كانت المواسم السابقة قد عرفت خصاصاً في الأساتذة لبعض المواد، واستطاعت الأكاديمية الجهوية احتواء المشكل والتغلب عليه بحنكة وتجربة المسؤولين في هذه المصلحة، دون أن يؤثر ذلك على السير العادي لتلك المواسم الدراسية، فإن الموسم المقبل يستلزم استراتيجية مدروسة مدعمة من طرف الوزارة الوصية، تحل معضلة الخصاص المهول الذي سيشكل إكراها كبيرا أمام الدخول المدرسي المقبل بهذه الجهة التي تعرف أكثر من خُمس المتمدرسين بالمملكة.


هذه التوقعات ، حسب نفس المصادر، أملتها حالتان، الحالة الأولى وهي أن عدد نساء ورجال التعليم المقبلين على التقاعد في الموسم الدراسي المقبل، يبلغ 1053 بجهة الدار البيضاء الكبرى ، والحالة الثانية وهي أنه ، ولحد الساعة، فاق عدد نساء ورجال التعليم الذين وضعوا ملفات طلب الاستفادة من التقاعد النسبي الألف( 1000 )، ممن مارسوا العمل لمدة 30 سنة وما فوق... وهو حق لا يمكن الوقوف ضده بالإضافة إلى ما يفوق 500 طلب للاستفادة من التقاعد النسبي أصحابها مارسوا العمل لأقل من 30 سنة، معززة ، طبعاً ، بملفات طبية لأمراض مزمنة.


وإذا كان الأمر جد عادٍ بالنسبة لمن وصل سن التقاعد من نساء ورجال التعليم ، رغم أن العدد يثير المخاوف، خاصة في وجود صعوبة لإيجاد الخلف جراء استمرار إقفال مراكز التكوين وشح عدد المناصب المالية المخصصة لوزارة التربية الوطنية، فإن الأمر المثير هو ارتفاع عدد الطلبات الخاصة بالحصول على التقاعد النسبي، وهي إشارة واضحة ، حسب المصادر ذاتها ، إلى أن ظروف الاشتغال بهذه الوزارة أصبحت جد صعبة، وأن الإكراهات تزداد يوماً عن يوم، في مقدمتها السياسة التي تنهجها الحكومة الحالية والوزير الحالي لهذا القطاع، خاصة القرارات التي غالبيتها تكون خارجة عن النطاق التربوي القح، نتيجة حسابات خارجية تصريحات وتصريحات مضادة إغلاق باب الحوار البعد عن الأسرة تعدد المستويات الاكتظاظ البنيات التحتية المهترئة انتشار ظاهرة العنف ضد نساء ورجال التعليم، حيث وصل الأمر في أكثر من مناسبة ، حدّ الاعتداء الجسدي، وهي ظاهرة تنامت بسرعة وبشكل جعل نساء ورجال التعليم يعيشون ، في مناطق من هذه الجهة، في حالة رعب دائم!


هذا وتجدر الإشارة إلى أنه من حق كل أستاذ وأستاذة التقدم بطلب الحصول على التقاعد النسبي، إذا أمضى مدة 21 سنة من العمل، لكن للحد من هذه الظاهرة، ارتأت الوزارة رفعها الى 30 سنة، وهو فقط اجتهاد أصبح عرفاً ! لكن ليس كل من تقدم بهذا الطلب يُلبى طلبه ، خصوصاً وأن هذا الأمر أصبح يحسم جهوياً، ومن ثم فإن المصالح المختصة بالأكاديمية قبل الوزارة ، تنظر أولا إلى مدى تأثيره على الخصاص، حسب المواد، فلا يمكن «تسريح» مجموعة من الأساتذة في مادة معينة، وهي في الأصل تعاني من الخصاص ، أو بهذا «التسريح» ستعاني منه في الوقت الذي لا يوجد البديل جاهزاً.الآن الكل منهمك في إنجاح الفترة المتبقية من الموسم الدراسي الحالي 2013/2012، خصوصاً وأن الامتحانات الجهوية والوطنية على الأبواب، ولابد من الاستعداد لها لتمر في جو تربوي خالص، لكن الدخول المدرسي المقبل ، من المنتظر أن يشكل الخصاص في الموارد البشرية بالجهة «قنبلة موقوتة» ، تؤكد مصادر تربوية ، يجب على الجميع الاستعداد لها، والعمل من الآن من أجل إيجاد حلول ناجعة لها من قبل جميع المتدخلين ، وليس فقط الأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء، فهي تتعامل مع ما هو متوفر لديها من الموارد البشرية، مع الاعتماد على عملية إعادة الانتشار، والتي لا يمكنها ، بأي حال من الأحوال، سد الخصاص الفظيع المرتقب!





محمد تامر




تعليقات

المشاركات الشائعة