فساد التعليم الجامعي : متى ينطلق الموسم الجامعي الجديد ؟




 بداية ، اعتقد ان هذا المقال سوف يجد منتقدين له، من يدافعون عن الفساد ، وأقول لهم ان هذا المقال ينم عن روح وطنية عالية ،و نوع من تحمل المسؤولية ،ثم ان الساكت عن الحق شيطان اخرس ، ثم كتبت هذا المقال في إطار سلسلة من المحاولات لكشف المفسدين في جميع القطاعات ،ومن بينها قطاع التعليم ، مفسدون يعتقدون أنفسهم خارج التغطية ،وخارج اهتمام  المواطن العادي ، مفسدون جعلوا من التعليم تجارة  وسياحة ،

      قلت لقد خرج المقال بناء على معاينة واقعية ،وتحملت مصاريف الانتقال و الزيارة الميدانية لمجموعة من كليات العلوم و الآداب في مدينة الدار البيضاء ، و حتى أكون واقعيا على الساعة 8:00 صباحا ،و 14:00 زوالا ، فوجدت الأبواب موصدة في وجهي ، وعدد قليل من الطلبة ينتظرون حاملين وثائق التسجيل فقط ، فلما استفسرت بعضهم كان الجواب مخزيا و مليئا بالتحسر  و الأسف حول واقع الجامعة المغربية ، حيث لا أساتذة ولا إداريين ، في انتظار منتصف اليوم او ليفتح التسجيل فقط ، أما الدروس و المحاضرات فهي مؤجلة إلى اجل غير مسمى ، صحيح هناك بعض الكليات انطلقت ، ولكن مجرد شعبة او شعبتين  فقط ،و الشعب الأخرى  لا تزال مغلقة

       إذا كان الخطاب الملكي الأخير ، قد دق ناقوس الخطر من جديد حول أزمة التعليم في المغرب ، حمل الجهات  الماضية و الحالية المسؤولية المباشرة ، فنانا نسجل على الأقل استجابة واضحة لقطاع التعليم المدرسي للخطاب الملكي ، وتم اتخاذ الإجراءات التربوية و القانونية كمحاولة من الأطراف على أنها تلقت الرسالة الملكية وتحاول جاهدة أجرأتها على ارض الواقع التعليمي ،لكن مع الأسف الطرف الثاني والأساسي أي التعليم الجامعي لم يتحرك ،وكان الأمر لا يعنيه ،وكان الجامعة المغربية بألف خير ،ولم تلتقط وزارة التعليم العالي ، العبارات و الإشارات الواضحة في الخطاب الملكي حول مسؤولية التعليم العالي في تراكم البطالة عبر تخريج طلبة لا علاقة لتكوينهم الفكري العلمي مع متطلبات الشغل ،  وهناك أسباب كثيرة لهذا الانفصام ،منها ما هو مرتبط بالأساليب التقليدية في الجامعة المغربية ،ومنها ما هو مرتبط بأساتذة جامعيين غير أكفاء ، و تجاوزهم القرون 21 اذ كيف بأستاذ جامعي يملي على الطلبة عشرات الصفحات من كتاب هو لم يقراه إطلاقا ، كيف بأستاذ جامعي يحضر في بدابة السنة ليوزع العروض على الطلبة ،و ياتي في نهاية السنة لجمعا ثم رميها في السيارة في انتظار رميها في البحار و المطارح و المزابل ، هل أصيح العلم مزبلة بعدما كان يحفظ في الرفوف الآلاف السنوات لتستفيد الأجيال المقبلة ، كيف بأستاذ جامعي لا يحسن استعمال الحاسوب و الوسائل التكنولوجية الحديثة ، كيف بأستاذ جامعي لم يكتب لو فقرة من كتاب لمدة أزيد من عشر سنوات ، كيف بأستاذ جامعي تحول الى عن رجل أعمال او سائح من الدرجة الأولى قبل أن يكون مدرسا في الجامعة . الغريب ان الأستاذ الجامعي ،يتعالى  و يناى بنفسه عن واقع قطاع التعليم المدرسي ، بكونه لا علاقة للجامعة بواقع  المدرسة العمومية ،و الحقيقة ان التعليم الجامعي هو من الجذور الأساسية التي أوصلت التعليم المدرسي لهذه الكارثة من الناحية البشرية ، فالجامعة أصبحت تخرج أشباه الطلبة ، مثال كيف بطالب درس لمدة ثلاث سنوات مادة التاريخ ، ثم يعين أستاذا لثلاث مواد ( التاريخ – الجغرافيا – التربية على المواطنة ) .

        اليوم دخلنا الأيام الأخيرة من شهر شتنبر 2013 ،و الجامعة المغربية لا تزال مغلقة ،و الطلبة لن يتلقوا ولو تاطيرا واحدا ، الأستاذ الجامعي لا يزال خارج ارض الوطن في متنزهات باريس و بلندن و وواشنطن ، ترك وحيدا لان كل الأساتذة الشرفاء الاوريين الذين كانوا إلى جانبه حركوا أمتعنهم منذ يوليوز الماضي ،و التحقوا بالجامعات الفرنسية و غيرها ، إلا الأستاذ الجامعي المغربي ، شهر كامل تبلغ أجرته حوالي 17000 درهم ، بدون عمل ، انه لمنكر و عار ، في مقابل ذلك هو ذنب طلبة الجنوب و الشرق المغربي الذين التحقوا بالجامعة منذ بداية شهر شتنبر 2013 ، الذين صدقوا الإعلام الخشبي و الكاذب  و غيره حول انطلاق الموسم الدراسي الجامعي ،و عندما قطعوا المسافات وودعوا الأهل و الأحباب ، اصطدموا بأبواب  جامعية مغلقة  الى اليوم في انتظار الدرس الافتتاحي ،  ما ذنب هذا الطالب الذي يتحمل مصاريف الكراء و المأكل و الملبس وفي نفس الوقت لم يتلقى ولو درسا واحدا ينسيه الآلام سومات الكراء و مصارف المأكل و المشرب و التنقل ، مقابل ذلك الأستاذ الجامعي لا احد له الحق في مسائلته قانونيا حول الغياب غير المبرر ، و عن طرد و إخراج الطلبة من قاعات الدرس ، بسبب المطالبة بالحقوق ، و من يحاسب الأستاذ الجامعي عندما يترك الطلبة داخل القاعة و ينصرف من غير إذن، من ينصف الطالبة الجامعية من تصرفات لا أخلاقية و قانونية لوحوش أدمية اتخذت العلم ذريعة لغريزة حيوانية ، الجامعة لا تزال مغلقة بسلاسل من حديد ، و الطلبة يعانون من تأخير الحصص الدراسية ، لأنهم يعلمون أن الأستاذ الجامعي سيحضر متأخرا ،وما عليه إلا أن يوصي بالنسخ و الحفظ ، ثم بضاعتنا ردت إلينا ، من حقنا ان نطالب باقتطاع أجرة شهر شتنير من كل أستاذ جامعي ، لم يلتحق بالجامعة بعد ، بل لم بلق ول محاضرة واحدة طيلة شهر كامل -  شتنبر 2013 -


أذ عبد الهادي وهبي



تعليقات

المشاركات الشائعة