صرخة معلمة
يؤسفني و ببالغ الاسى و الاسف ان أبلغكم تعازي الحارة فيما يسمى بالتعليم العمومي مادام تسييره يتم بهذه العشوائية و العبثية التي لم اشاهد لها مثيلا ...
فرغم خطاب الملك الاخير بمناسبة ثورة الملك و الشعب و الذي خصص فيه حيزا مهما للحديث عن اهمية ورش التعليم الذي يتطلب التعبئة الجماعية من اجل تحقيق التنمية الشاملة الاقتصادية و الاجتماعية لم يتم لحد الان وضع أي خطوات عملية ولو مبدئية كفيلة بتسجيل ولو نقطة ايجابية لهذا الدخول المدرسي الجديد...
فكيف لاستاذ او استاذة ان يشتغلا في ظروف مزرية من حيث البنية التحتية الهزيلة فبعض المدارس لا ترتقي حتى لكونها اسطبلات للاحصنة او مزابل جماعية؟
كيف يمكن لتلميذ يمشي لمدة تفوق الخمس و اربعين دقيقة ذهابا و مثلها ايابا لاربع مرات في اليوم ليس لشيء الا امتثالا لتوقيت وضعه وزير يدعي انه يفقه في كل شيء ... في ظل مؤسسة لا تتوفر لا على مطعم مدرسي وحتى على سقيفة تحمي هؤلاء الاطفال، فلذات اكبادنا، حر الصيف و قر الشتاء؟
كيف لاسرة فقيرة ان تتحمل في هذه الحالة تكلفة نقل ابنائها نظرا لطول المسافة و الظروف المناخية خاصة اذا كانوا عدة اطفال وليس طفلا واحدا ؟
كيف لاطر تربوية ان تعمل بذات التوقيت الجديد في مناطق تبعد عن منازلهم ويضطرون معها الى قضاء اليوم بأكمله داخل فضاءات المؤسسة والتي لا توفر لهم حتى ادنى الشروط الانسانية لقضاء وقت راحتهم دون ان ننسى انهم هم و هن ايضا اباء و امهات لديهم اطفال يقضون يوما كاملا دون ادنى مراقبة او عناية ؟
كيف لطفل بعد مشي يفوق الساعة في ظل حرارة الظهيرة ان يعود بعد ان تناول وجبة غداء ان يكون مستعدا و متيقظا لتلقي دروس تتطلب ذهنا صافيا و تركيزا عاليا كالرياضيات مثلا؟
كيف لاستاذ او استاذة بعد عمل شهر بمؤسسته الاصلية وبعد ان استقر و تأقلم و عمل تقويما تشخيصيا لتلاميذه ان يدمج قسمه مع اقسام أخرى ليصبح العدد فوق الاربعين و يحمل على بساط الريح ليحط الرحال بمؤسسة اخرى ايا كانت ؟
كيف للتعليم ان يكون جيدا بأقسام مكتظة وببنيات هزيلة و بأطر زعزع استقرارها النفسي وبغياب التكوين المستمر الفعال و المواكبة و التأطير لا التفتيش عن الهفوات؟
كيف و كيف وكيف ... كلها اسئلة موجهة الى من يهمهم الامر...
بهاء
تعليقات
إرسال تعليق