"Sur le chemin de l’école" فيلم فرنسي عن معاناة التلميذة زهيرة للوصول الى مدرستها بأسني + فيديو
الطريقُ التِي يمكن أن يقطعها طفل ما في دولة ما من دول العالم المتحضر إلى المدرسة، تختلفُ عن تلك التِي يقطعها طفلٌ آخر، شاءت الجغرافيَا والأقدار أنْ يرى النور فِي مكان قصيٍّ، هذه الفكرة بالضبط، ما تسعَى المخرجة باسكال بليسُون، إلى إيصاله، وهيَ تعرضُ ملامح من مشوار تلاميذ من الأرجنتين وكينيا والهند، والمغرب، الذِي ممت شطر جباله في الأطلس، لتنقل سيرة الطفلة زهيرة، التي تكابدُ عناء المشي لما يزيدُ عن 20 كيلومترا، كيْ تبلغَ مدرستها بأسنِي.
فِي قلبِ واحدةٍ من أعلَى القمم بالأطلس، وبقريَة في تخومِ نهر إمليل، حيثُ تنزلُ درجة الحرارة أحيانًا إلى ما دون 20 تحت الصفر، لا يشكلُ بعث الأبناء إلى المدرسة أولويَّة بالنسبَة إلى الساكنة، التِي يؤثرُ آباءٌ كثيرون يها عدم جلوس بناتهم على مقاعد الدراسة.
زهيرة حالة مخالفة، تستيقظُ كلما تنفس الفجر يوم الإثنين، لتقصد أسنِي، الواقعة على بعد اثنين وعشرين كيلومتراً من قريتها، كيْ تتابع دراستها في الصف السادس من المرحلة الابتدائيَّة، مضطرة إلى أن تقطع الشعاب والوديان في ظروف قاسية. وتلتقيَ في أعقابِ ب مشوار تقطعه وحيدة، زميلتيها زينب ونور، اللتين تسكنان في وادٍ آخر. وهن يتمشين يستظهرن شيئا من الدروس ويتحدثن عن إقامتهن بداخلية المدرسة، التلميذات الثلاث يمازحن بعضهن البعض لكن الخشية تتملكهن دومًا من إيجاد وسيلة نقل، تقلهن إلى القرية، بسبب رفضن الكثيرين إركاب الفتيات معهم.
يُشهد لزهرة بالمثابرة، حيث إنها كانت دائمًا الأولى على صفها. فأدرت عليها نتائجها الممتازة، منحة، جعلتها محل فخر أسرتها، سيمَا أنها من الجيل الأول، الذِي سمحَ لهُ في الوسط، أبنْ يجلس على مقاعد الدراسة، التِي تأملُ زهرة أن تتخرج منها طبيبَةً، علها تتمكن من علاج الفقراء.
في الشتَاء، تضطر زهيرة وزميلاتها إلى المشي في البرد والثلج للذهاب إلى المدرسة، أمَّا حين تتراكم الثلوج فلا مجال أمامها لمغادرة البيت، سيما وأنَّ التلميذات لا ينتعلن أحذيَة على درجةِ من المتانة تقيهن هول القر، بحيث أنهن يغَادرن بيوتهن غالبًا ساعة الفجر ودرجة الحرارة تربُو على الصفر، بأحذيَة من النسيج، وأقدامهن، تتجمدُ، من برد الشتاء.
أمَلًا في ربح الوقت، كثيرًا ما تضطرُ الزميلات الثلاث إلى سلوك طرق وعرة، يختَصرن عبرها المسافة، رغم ما تنطوِي عليه من مخاطر، وعند مع هطول المطر، يتدحرجُ الحجرُ بين أقدامهن وهن يسرن صوب المدرسة. ومع سقوط الحجر من الجبل، يكون الأمر محفوفًا بالمخاطر.
في السنة الماضية، على سبيل، تاهت زهيرة وصديقاتها بسبب الضباب، حين لم يستطعن النظر أمامهن إلى أبعد من عشرين مترًا، ولم يكن يعرفن إلى أين هن ماضيات، طوال ساعات.
في غضون ذلك، يبقَى النقل مربط الفرس الأعقد بالنسبة إلى الفتيات. سيما أنَّ الرجال لا يروق لهم أخذُ الفتيات معهم في سياراتهم. حيث يتوجب على الفتاة أنْ تلح كثيرًا حتَّى يقبلُ سائقُ سيارة من السيارات التي تعبر الطريق، باصطحابهَا، لأنَّ لا خيار لديها.
فبعد ساعات من المشي، تقفُ التلميذات أمام 20 كيلومترًا من الطريق يتوجب سلوكها. وفي أحيان كثيرة، يجدن أنفسهنَّ في شاحنات صغيرة، وسط الدواب. أمَّا نورة التِي تعانِي مرضً في القلب، فيرفضُ السائقون اصطحابها.
إلى ذلك، لا زالتْ نسبة الأمية في المغرب، تبلغ، رغم تخصيص 6 بالمائة من الناتج الداخلِي الخام للتعليم، الذِي يستأثرُ بـ26 في المائة من ميزانيَّة الدولة، (تبلغُ) 44 في المائة وسط الكبار، ممن تخطوْا عامهم الخامس عشر، 66 بالمائة منهم نساء.
فيما تبلغُ نسبة الأُميَّة 20 بالمائة وسط الشباب، 13 بالمائة منهم للذكور، و28% للفتيات، وهوَ ما يظهرُ عدم التكافؤ في الفرص بين الجنسين في الولوج إلى المدرسة، سيما في العالم القروِي.
ومن بين مشاكل التعليم فِي المغرب، أنَّ 134.000 طفل في المغرب لا يلجون إلى التعليم الابتدائيُّ، وهم أطفال ينحدرون بالأساس من المناطق القرويَّة والأسر الفقيرة، كما أنَّ 56 بالمائة من الأطفال غير المتمدرسِين فتيات، بحيث أنهُ في السنة أولى ابتدائي يلجُ 90 من الذكور إلى المدرسة، فيما لا تتجاوزُ نسبة الفتيات 73 بالمائة. فيما تعدُّ اللغة في النظام التعليمِي، في المغرب، أحد العراقيل التي تعوق تمدرسالأطفال، المنحدرِين من أسر أمازيغيَّة.
تعليقات
إرسال تعليق