دور الموارد البشرية في تطوير التعليم





تشكل الموارد البشرية الرافعة الاساسية لأي إدارة أو مقاولة،كما أن تدبيرها وإدارتها يعد من أهم الوظائف الإدارية لتركيزها على العنصر البشري أساسا والذي يعد بدوره أثمن مورد لدى اي إدارة والأكثر تأثيرًا في الإنتاجية على الإطلاق.وبخصوص وزارة التربية الوطنية والتي تضم حوالي 300 ألف موظف وموظفة يشكل العنصر البشري دعامة أساسية في تدبير القطاع أو تنزيل أهدافه خصوصا وأنه مسؤول بشكل مباشر عن أزيد من 7 ملايين تلميذ وتلميذة وهؤلاء بدورهم رجال ونساء الغد والمستقبل.

أغلب التقارير والدراسات المنتقدة للتعليم بالمغرب أشارت إلى أن من بين الأسباب التي ساهمت في تصنيف المغرب في رتب متأخرة له علاقة بالموارد البشرية سواء تلك المتعلقة بالتوظيف المباشر ومخلفاته السلبية على المتعلمين أو ضعف التكوين والتكوين المستمر وكذا بسبب غياب التحفيز وأسباب أخرى.

لهذا الغرض أعدت «جمعية أماكن» رؤيتها بخصوص دور الموارد البشرية بالقطاع وهي الموارد التي تلح الجمعية على ضرورة توفيرها بالعدد الكافي وتأهيلها وتحفيزها وتقويم أدائها وضمان انخراطها في عمليات الإصلاح وتوزيع الأدوار والمسؤوليات فيما بين مكوناتها.أيضا الموارد البشرية بحسب رؤية الجمعية بفضلها يمكن إضفاء طابع الجودة على الثروة المادية وجعلها ذات قيمة أكبر، في حالة توافر التكوين الممهنن والتنمية المهنية (ما يصطلح عليه بالتكوين المستمر)، وتقويم الأداء المهني.

محورية المدرس في المنظومة

ترى جمعية أماكن أن المدرسين الأكفاء يعتبرون عنصراً حيوياً لا غنى عنه في إنجاح السياسات العمومية في مجال التربية. ومن أجل تحقيق ذلك، تتبع معظم الدول أحد النموذجين ،الأول هو يركز على المهنة التي يمارسها المدرس طيلة حياته في إطار الوظيفة العمومية، وهذا النموذج أكثر أماناً واستقراراً بالنسبة للمدرس، لكن في غياب التنمية المهنية أو قصوره لا يقوم المدرس بتحيين كفاياته، الشيء الذي ينعكس سلباً على أدائه مع مرور الوقت (النموذج الفرنكوفوني). في حين أن الثاني يركز على المنصب الذي يكون مفتوحاً للتباري حسب معايير محددة ويتم التوظيف بنظام التعاقد لمدة زمنية معينة لكن عندما يتسم السياق بضعف تنافسية قطاع التربية والتكوين، فإن ذلك يحول عموماً دون جذب الكفاءات الجيدة إليه (النموذج الأنكلوسكسوني).وفي كلتا الحالتين، وبالإضافة إلى ضرورة ضمان تكوين بيداغوجي متين يؤهل المدرس للقيام برسالته النبيلة، هناك أيضاً ضرورة تحسين ظروف عمله من خلال توفير الفضاءات والوسائل التعليمية اللازمة ونسب التأطير الملائمة وتشجيع التنسيق والتعاون بين أطر التدريس،وبحسب عبد الناصر ناجي رئيس جمعية أماكن فالمدرس يشكل العمق الإستراتيجي للمنظومة، ولذلك لا يمكن لأي إصلاح كان أن يتم بدون تكوين المدرسين تكويناً مهنياً متيناً، والحرص على إشراكهم في جميع مراحل الإصلاح بحكم علاقتهم المباشرة بالمتعلمين وتأثيرهم في نتائج التعليم. لذلك ، يضيف المتحدث ،لابد من الانخراط في الدينامية العالمية الرامية إلى تحويل الوظيفة إلى مهنة والولوج إلى مستوى المهننة، ليس في أبعاده التقنية وحسب، وإنما في أبعاده الإنسانية أيضاً (تنمية الكفايات المهنية والثقافية والأخلاقية والقيمية )؛ وصولاً إلى تحقيق المهننة من أجل التمكين، حيث يتكامل الحافز الذاتي بالموضوعي والقيمي بالتقني.

مواصفات مدرس الغد

وبخصوص مواصفات المدرس المستقبلية حسب «أماكن» يؤكد ناجي على مسألة «العمل على إعادة تحديد مواصفات المدرس أو ملمح التخرج من مسالك التكوين، من خلال الوظائف المرتبطة بـالقيم والمرامي التربوية والتدبير المهني للتعليم والتعلم تخطيطاً وتنفيذاً وتقويماً ثم تطوير الأداء المهني عبر تأمل الممارسة وتحيين الكفايات وكذا توظيف النماذج البيداغوجية المتنوعة لتيسير التعلمات مع استثمار تكنولوجيا الإعلام والتواصل في التربية دون إغفال التفتح على المحيط السوسيو ثقافي للمتعلمين.

الإدارة التربوية

تشكل الإدارة التربوية العمود الفقري لمنظومة التربية والتكوين لذا وضعت رؤية جمعية أماكن مقترحاتها لتطوير هذا المكون المرتبط أساسا بالعنصر البشري خصوصا وأن هذه الهيئة لا تتدخل بشكل مباشر في عملية التدريس ، وفي هذا الصدد يشدد عبدالناصر ناجي على أن جودة أداء الإدارة التربوية مرتبطة أساساً بقدرتها على توفير الشروط الملائمة والمستلزمات الضرورية لكي يقوم المدرس بعمله أحسن قيام وذلك بالتأثير على عوامل من قبيل الدافعية المهنية وجاذبية بيئة العمل. مشيرا إلى أنه في أوروبا مثلا يعتبر تأثير الإدارة التربوية حاسماً في أربعة مجالات هي تحسين جودة المدرسين، وتحديد الأهداف وتقويم درجة تحقيقها وربط ذلك بالمحاسبة، والتدبير الاستراتيجي للموارد، والتعاون مع الشركاء الخارجيين.


                                                                                                         خالد السطي


تعليقات

المشاركات الشائعة