الزمن المدرسي بالإبتدائي من عوامل فشل المنظومة



كثيرا ما نتحدث عن فشل المنظومة التربوية والتعليمية ببلدنابمنأى عن الخوض في عامل الزمن المدرسي،وكثيرا ما نرصد لها الاموال الضخمة ونبرمج لها الميزانيات الطائلة،ونقيم لها الندوات والايام الدراسية،ونحرك اللجان الوطنية والجهوية والاقليمية،فيهدر الوقت والمال والجهد،والنتيجة أن لاتغيير في دار لقمان إن لم تتراجع المنظومة التربوية إلى مراتب لا نحسد عليها،كل ذلك دون أن نعير لعامل الزمن المدرسي أي اهتمام بالرغم من حساسيته كمؤشر قوي يساهم بشكل كبير في تجويد الممارسة التعليمية فتغيير البرامج والمناهج،وتبني بيداغوجيات من هنا وهناك،وتنقيح الطرائق وتنويع واستبدال المعينات،كل ذلك لا يحل من أزمة التربية والتعليم شيئا إن أغفل عامل الزمن المدرسي المرهق بالتعليم الابتدائي طبعا.


 إن المشكل لا ينحصر في الكتلة الزمنية المقررة (30 ساعة أسبوعيا) ،بل في كيفية توزيعها بما يناسب القدرات العقلية والفكرية والجسمية والظروف الاجتماعية لكل من المتعلم والاستاذ على السواء،إذ كيف يعقل أن تجد داخل تراب نيابة واحدة أربع صيغ زمنية وكل واحد يغني على ليلاه،بل كيف يعقل أن تشتغل نيابات بصيغة الفوجين وتحرم أخرى من ذلك داخل نفس الاكاديمية بدعوى تطبيق المذكرات الوزارية .


 إن اعتماد العمل بصيغة الفوجين-حسب استقراء اراء الممارسين- ذو نجاعة في تحسين نتائج تعليمنا،لكون الصيغة الزمنية الرسمية المعمول بها حاليا مرهقة من ناحية،ولاتترك أية فرصة للاستاذ من أجل قضاء أغراضه الشخصية،الشيء الذي يدفعه لا محالة إلى طلب رخص متتالية تلبية لمآربه وحاجات أسرته وأبنائه،كل ذلك طبعا على حساب الزمن المدرسي الفعلي. فاعتماد صيغة العمل بنظام الفوجين يقلص من عدد الرخص المطلوبة ويوفر على الدولة نفقات بناء الحجرات الدراسية ،كما يقلص من غيابات المتعلمين ويفتح المجال أمام المدرس والمتعلم من أجل الاعداد والتحضير وإنجاز الواجبات بشكل جيد. فإذا كان الامر كما أسلفنا،فما العيب في الاشتغال بصيغة الفوجين بدل جدول حصص مكدس،متراكم ومرهق ورتيب،يظهر فيه المتعلم وخاصة خلال حصص ما بعد الزوال منهكا،غائب البديهة،وتحديدا بالنسبة للمستويات الدنيا (6 و7 سنوات).


وأخيرا وليس آخرا،إن كنا ننشد الجودة ونتطلع إلى الاصلاح الجذري العميق،ونود المضي بمنظومتنا المنهكة قدما نحو الافضل،فعلينا أن نتحلى بالارادة السياسية الصادقة وننزل إلى الميدان ونصاحب ذلك الممارس الذي فقد البوصلة في زحمة المواد وكثرة البرامج ونخرج بخلاصات وتقارير وتوصيات قد يشكل الزمن المدرسي أحد مكوناتها الاساسية،وأملنا كبير في الوزيرين الجديدين من أجل العدول عن هذه الصيغة الزمنية الصباح مسائية المرهقة،واستبدالها بصيغة أخرى أكثر مرونة.




 الحسن الهاملي





تعليقات

المشاركات الشائعة