ازدواجية الخطاب في رد الوزير بلمختار على الأساتذة المحرومين من اجتياز الاختبارات الشفوية لولوج مراكز التربية التكوين




بعد الاحتجاجات التي نظمها أساتذة الابتدائي والإعدادي المحرومون من اجتياز اختبارات الشفوي لولوج مراكز التكوين الجهوية يرد السيد الوزير بجملته الشهيرة “إن المكان الطبيعي لهؤلاء الأساتذة هو القسم لتدريس التلاميذ”.

 اذا كان ما يعنيه هو الصواب فعليه ان يأمر جميع المعلمين وأساتذة الاعدادي الذي يشتغلون حاليا بالاعداديات والثانويات  لسد الخصاص العودة الى اقسامهم وإلغاء تكاليفهم لان مكانهم الطبيعي هو القسم لتدريس التلاميذ.

 كما عليه الغاء تغييرات الاطار التي استفاد منها السنة الماضية العشرات من المعلمين الذين كانوا يشتغلون بالإدارات والمصالح الخارجية لان مكانهم الطبيعي هو القسم.عندما يستفتحون اعدادية او ثانوية جديدة تستنجد النيابات التعليمية بالمعلمين لحل مشكل الخصاص في الاساتذة ولإنقاذ السنة الدراسية فلماذا لا تقول لهم هذه النيابات عفوا يا سادة يا اساتذة وأستاذات الابتدائي لقد اخطأنا عودوا من حيث اتيتم ان مكانكم الطبيعي هو القسم لتدريس التلاميذ القسم الذي يتحدث عنه السيد الوزير هو في الواقع التعليمي غير طبيعي وغير موجود ويمكنه القيام بزيارة للأقسام المنسية المنسية المهمشة المتواجدة بالبوادي والجبال والفيافي التي يدرس فيها هؤلاء الاساتذة المعلمون المرابطون الصابرون ..انها اشبه بالأكواخ المهجورة لا تتوفر فيها ادنى ظروف التمدرس والحياة الكريمة.. ورغم ذلك تجد المعلم هو الذي يصلح النوافذ والأبواب والسقف ويقوم بعمليات الترميم ليحول الكوخ الى قسم طبيعي..تجده نجارا وبناء وحدادا من اجل السهر على راحة التلاميذ.المعلم هو الوحيد الذي يشتغل 30 ساعة في المنظومة التعليمية في حين زملاؤه في الاعداديات والثانويات يشتغلون بأقل من هذه الساعات ومنهم من لا يتعدى 12 ساعة في الاسبوع والغالبية لا تتعدى 18 ساعة إلا في الحالات النادرة المعلم الوحيد الذي عليه ركوب اسطح الشاحنات والبيكوبات مع البهائم للذهاب الى القسم..الوحيد الذي يركب على ظهر الدواب للوصول الى القسم..الوحيد الذي يقطع الجبال والوديان والكثبان الرملية للذهاب الى القسم لتدريس التلاميذ.

المعلم هو الوحيد الذي لا يمكنه الولوج الى خارج السلم او الى المناصب العليا. المعلم هو الوحيد الذي لا تعوضه وزارته عن اوراق تصحيح الامتحانات بينما في جميع اسلاك التعليم هناك تعويضات.المعلم هو الوحيد الذي يجمع بين كل المهام من حراسة التلاميذ وإدارة المطاعم المدرسية وتعبئة النتائج في الدفاتر المدرسية الى جانب تدريسه لكل المواد في وقت واحد من عربية ورياضيات وفرنسية وعلوم طبيعية وتربية فنية ورياضة وتربية اسلامية اضافة الى تدرسيه للأقسام المشتركة.ومع كل هذه التضحيات فالمعلم لا يحق له ان يكون استاذا للثانوي لان مكانه الطبيعي كما يقول السيد الوزير هو القسم اما اذا اردنا قراءة مقولة السيد الوزير من زاوية اخرى فان المكان الطبيعي للمعلمين الناجحين في الامتحان هو القسم الثانوي التأهيلي. فهو ايضا مكان طبيعي لهم لتدريس التلاميذ.

فهؤلاء اختاروا ان يجتازوا هذا الامتحان للعودة الى القسم وليس الى منصب اخر.والتلاميذ هم التلاميذ سواء في الابتدائي او الاعدادي او في الثانوي ولكن يبدو ان المعلم سيبقى خارج حسابات المنظومة التعليمية وسيبقى يعاني من التمييز رغم انه هو محور العملية التربوية.وإذا بقيت الامور على حالها فلن تنجح اية خطة للنهوض بالتعليم بالمغرب.



م مسعودي



تعليقات

المشاركات الشائعة