جاء في جريدة الأخبار ( الصادرة بتاريخ 25 يناير 2014 ) مقالان : أحدهما يتحدث عن قضية " شكلاط الكروج " والثاني عن " الحق في المعلومة ", في المقال الأول أوردت جريدة الأخبار أن بنكيران طلب من الكروج إما مقاضاة جريدة الأخبار أو إصدار بيان توضيحي والبحث عن مخرج من الورطة التي أثرت على صورة حكومته. وفي المقال الثاني أوردت الجريدة أن بنكيران اقترح تشديد القيود على حق الحصول على المعلومة....
لا يهم ما سيفعله الوزير " الشكلاطي " لكي يخرج نفسه من الورطة, ولا يهم إن كانت المعلومات في هذه البلاد ذات قيمة تستحق العناء أم لا..ما يهم هو أن قضية " الشكلاط " الذي أُديت فاتورته من أموال الشعب, لو حدثت في بلاد غير البلاد لأُجبر الوزير على تقديم استقالته, بل إن الحزب الذي ينتمي إليه كان سيطرده من صفوفه لأنه لا يشرف الحزب ولا الحكومة ولا ثقل المسؤولية, ولكان الوزير المعني قدم اعتذارا للشعب على استغلاله لمنصبه ولإموال الشعب لقضاء مصالحه, ولكن ماحدث هو أن بنكيران باعتباره رئيسا للكروج نصحه إما بمقاضاة الجريدة أو البحث عن مخرج ( ضروري أن يكون مخرجا مشرفا يحفظ ماء الوجه ويحافظ على المنصب ), ولا يهمه من كل هذا إلا صورة حكومته كأن أموال الشعب لا تهمه, وكأنها مال سائب يتصرف فيها كيف شاء...
هذا الموقف لا يدل إلا على شيء واحد وهو استهتار المسؤولين بمشاعر الشعب المغربي, واعتبار الشعب كأنه لا شيء ولا اعتبار له..وهنا أسأل بنكيران وحكومته جمعاء : ماذا كنت ستفعل لو كان وزيرك الكروج مواطنا بسيطا عاديا وليس وزيرا ؟ بالتأكيد سوف تنزل عليه كل القوانين الرادعة وسوف لن تبحث له عن مخرج أو عذر....
أما مسألة تشديد القيود على الحق في الحصول على المعلومة, فأتساءل : لماذا يريد بنكيران حجب المعلومة ؟ هل يفعل ذلك لأجل التغطية على التجاوزات التي من الممكن أن يقع فيها أعضاء حزبه أو حكومته أو أفراد المجتمع البورجوازي الذي يحميه ويحتمي به ؟ أم هي شخصية بنكيران المتسلطة والديكتاتورية قد بدأت تتحدث عن نفسها وتتمظهر دون أقنعة ؟ كيف يسمح بنكيران لنفسه بالسماح للمفسدين أن يعيثوا في الأرض فسادا ويكون رد فعله إما عفا الله عما سلف أو تعويض الخسارات من جيوب الشعب المغلوب على أمره أو البحث لهم عن مخارج مشرفة وسلمية ؟ أهذا هو الإسلام الذي كنتم تتحدثون باسمه ؟ أهذه هي الأخلاق والتخليق ؟ من يريد التخليق فليبدأ بنفسه وبمن هم تحت إمرته...أم أن حاميها هو نفسه حراميها ؟ وعلى العموم, لا يهمك من الأمر شيء, لأن ما كنتم تتسترون عليه في دواخلكم قبل 2011 قد أعلنتم عنه الآن, والشعب الذي منحكم الثقة قد رددتم له جزاء سنمار, وسوف لن تحصدوا فيما سيأتي من الأيام سوى الأشواك التي بذرتموها في أرضه. ولن تغرنا بعد اليوم تلك اللحى : فللمجوسي لحية, ولليهودي لحية, وللنصراني لحية, وللمنافقين لحى.
م كريم
تعليقات
إرسال تعليق