لو خيرنا بين الثلاثين من يونيو أو العاشر من يوليوز؟
تنتهي السنة الدراسية، عادة، بإجراء الامتحانات الإشهادية، والمراقبة المستمرة، فتقام الاحتفالات، وتوزع النتائج النهائية، وتقدم الجوائز المحفزة للمتعلمين المتفوقين دراسيا، فتعود جموع التلاميذ والتلميذات إلى البيوت منتشين بفرحة النجاح التي طالما انتظروها بعد عناء الدراسة وتعب الموسم الدراسي الطويل، يرتبون لآخر الاستعدادات قبل التوجه إلى المنتزهات للاستمتاع بأيام العطلة الصيفية المعدودة.إلا أن ما يعكر صفو هذه العطلة المدرسية هو اضطرار آبائهم، من الأساتذة طبعا، في التعليم الابتدائي، اضطرارهم انتظار عشرة أيام أخرى بعد الثلاثين من يونيو من كل سنة، للتوقيع على محاضر نهاية الموسم الدراسي الإجبارية، والتي تقرر في العاشر من يوليوز، للإبقاء على الأستاذ في قواعده، غير مرخص له بالخروج وأبنائه نحو الوجهة التي يريد، مقيد اليدين والرجلين، لا هو في الخدمة، ولا هو مستمتع بالعطلة، لذا هل من أسباب منطقية تدفع بالقيمين على تنظيم العطل المدرسية تأخير هذا التوقيع إلى غاية العاشر من يوليوز؟
ألا يجدر بهم، وهم يناقشوون ويتشاورون حول وضعية التعليم، وسبل إصلاحه، أن يفكروا بجد في تعديل الإيقاعات الزمانية المتعبة، وإعادة بعض الأمور إلى طبيعتها الأولى، تفاديا لإنهاك الأطر الغالية، التي تشتغل في حقل التربية، جسديا ونفسيا، بدءا بساعات العمل الأسبوعية والتي يفترض أن لا تتجاوز الأربع والعشرين ساعة أسوة بإخوانهم في السلكين الإعدادي والثانوي، وانتهاءا بختم الموسم الدراسي في الثلاثين من يونيو، مانحين بذلك الفرصة لكل موظفي التربة الوطنية الإسهام، ولو بجزء بسيط، في تحريك عجلة اقتصاد بلادنا، لما في سفريات وتنقلات الأساتذة وذويهم نحو المنتجعات الصيفية من عائدات للدولة.
إذن، رسالتنا واضحة إلى كل الساهرين على تنظيم السنة الدراسية والعطل وإيقاعاتها الزمانية، ومطلبنا هادف وواضح المعالم، وروح المواطنة الصادقة التي تسري في عروقهم، وحب الإصلاح الذي يقود عملكم، كل هذا، سيدفع بكم، إن شاء الله، إلى محاولة إيجاد حلول مناسبة لهذه الوضعية الشادة، أو على أقل تقدير، إلى مجرد التفكير مستقبلا في كيفية تدبير العطل المدرسية للتعليم الابتدائي، وبذلك ستعملون على حل مشاكل ومعيقات السير العادي للدراسة من قبيل كثرة الشهادات الطبية خلال الموسم الدراسي، وتصاعد نسبة عدد الأساتذة المطالبين بالإحالة على التقاعد النسبي نتيجة ضغط العمل النفسي والانهيار الصحي.
إدريس الصايم
تعليقات
إرسال تعليق