الصيف في المغرب: ارتفاع عدد المهرجانات الغنائية وغياب الجامعات الصيفية
لحسن الداودي وزير التعليم العالي لم ينظم أي جامعة صيفية
يعد المغرب من بين الدول التي شهدت تضاعف المهرجانات بشكل مثير للغاية خصوصا في الصيف ، مقابل غياب شبه كلي للجامعات الصيفية التي تعمل على الرفع من مستوى تكوين الباحثين .
واعتادت الكثير من الجامعات وبتنسيق مع مؤسسات عمومية وأبناك في دول مجاورة كاسبانيا والبرتغال برمجة جامعات صيفية للرفع من تكوين الطلبة، حيث تحولت الى مرجع هام للنشاط الثقافي في الصيف مثل الجامعة الصيفية 'إسكوريال' التابعة لجامعة كومبلوتونسي في مدريد وجامعة مالقا في مالقا.
وفي المغرب يغيب هذا التقليد مع استثناءات محدودة للغاية مثل جامعة أكادير ، في حين أن جامعات كبيرة مثل فاس والرباط لا تنظم أي جامعات صيفية.
وشهدت جامعة تطوان تنظيم جامعة صيفية خلال السنوات الأخيرة ولكن بتمويل واقتراح من الجامعة الدولية للأندلس، وبعدما توقفت الأخيرة عن التمويل لم تعد جامعة تطوان قادرة على الاستمرار في هذا التقليد.
والمثير أن المغرب كان محط مواضيع في جامعات صيفية في اسبانيا خلال الكثير من المناسبات في العقدين الأخيرين، حيث صدرت دراسات قيمة حول مختلف مجالات المغرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتسمح الجامعة الصيفية بعروض تكوينة رفيعة يشارك فيها الطلبة والباحثون والأساتذة والمسؤولون في قطاعات شتى، حيث تكون مناسبة للحوار الحر والتكوين للرفع من قدرات الباحثين. ويغيب هذا التقليد في المغرب لأسباب متعددة على رأسها:
-تدهور المستوى الثقافي في البلاد ، الأمر الذي يجعل معظم الجمعيات ومعظم المؤسسات العمومية تراهن على المهرجانات وخاصة الموسيقية التي تخلو من أية قيمة ثقافية .
-ضعف الرؤية الاستراتيجية للمسؤولين الثقافيين والأكاديميين مثل العمداء ورؤساء الجامعات ، فأغلبهم إداريون لا يعول عليهم في النهوض بثقافة البلد.
-عدم إقدام وزارة التعليم العالي التي يديرها لحسن الداودي على وضع استراتيجية للجامعات الصيفية رغم أنه رفع شعارات كبرى لتطوير الجامعة والبحث العلمي.
تعليقات
إرسال تعليق