الخطاب الملكي .. التعويض عن العمل بالعالم القروي و السلم الاجتماعي بنقابات لا مصداقية لها!
كثير من نساء التعليم ورجاله استغلوا كلام الملك محمد السادس، في خطابه، مساء يوم الأربعاء المنصرم، عن المدرسين والمدرسات في العالم القروي للمطالبة بتفعيل وعد حكومي قديم في شأن تخصيص تعويض مالي للعاملين في المناطق النائية، وهذا من حقهم طبعا، لكن ليس بالتعويض المالي وحده ستُحل مشاكل رجال التعليم المشتغلين في المناطق النائية والصعبة.
التعويض المادي سيحل مشكل المبلغ المالي الذي يخصصه جلهم للتنقل ما بين محلات سكنهم ومقرات عملهم، نظرا لوجودهم في قرى لا تتوفر على أدنى مقومات الإستقرار، لكنه لن يحل أبدا الإشتغال في ظروف تنعدم فيها أبسط الشروط: حجرات دراسية مهترئة بدون ماء أو كهرباء أو مرافق صحية، تلاميذ غير متحمسين للتعلم في وسط قروي لم يستوعب فيه الإنسان بعد الحاجة الملحة إلى المدرسة في حياته اليومية، وغيرها من المتطلبات التي بدونها سيظل التعليم في العالم القروي مشلولا وبدون معنى إلى الأبد.
عندما يطالب رجال التعليم بالتعويض عن العمل في المناطق الصعبة، متجاهلين عن قصد أو عن غير قصد هذه المشاكل وأمثالها، فإنهم، للأسف، يحاولون فقط خدمة مصالحهم الشخصية وليس مصالح الرسائل النبيلة التي كُلفوا بتبليغها..
شخصيا، ما أثارني في خطاب الملك بمناسبة “ثورة الملك والشعب”، ليس إشارته إلى نساء ورجال التعليم العاملين بالمناطق القروية، وإنما حديثه عن النقابات “الجادة” والأدوار التي لعبتها في الحفاظ على “السلم الإجتماعي”.
نعم النقابات ساهمت بشكل كبير في الأمن والإستقرار اللذين يتمتع بهما المغاربة لحد الآن، لكن، للأسف، ذلك كان على حساب العمال والأجراء في هذا الوطن الذين وجدوا أنفسهم مؤطرين بنقابات لا تهمها سوى مصالحها ومصالح الدائرين في فلكها؛ نقابات تركتهم وجها لوجه مع الباطرونا تفعل بهم ما يحلو لها، وهذا كان، طبعا، سببا في هذا العزوف النقابي الذي تشهده بلادنا اليوم.
إن سألت موظفا أو عاملا، اليوم، عن النقابة التي ينتمي إليها، فسيكون جوابه أنه لم يعد يؤمن بشيء إسمه العمل النقابي، أما إن حدث وقال العكس، فاعلم أنه من تلك الشريحة التي لا ترى في العمل النقابي سوى الإمتيازات والمصالح الشخصية… أقول قولي هذا وأنا خائف على استقرار وطن أصبحت فيه النقابات بدون مصداقية..
جمال ع
تعليقات
إرسال تعليق