البرنامج الحكومي لتكوين 10000 آلاف إطار تربوي : برنامج بلا برمجة ولا أفق



أطلقت حكومة عبد الإله بن كيران برنامجا حكوميا، بعنوان تكوين 10000 آلاف إطار تربوي في أفق 2016، للحدّ من البطالة، وتوفير فرص الشغل لهذه الفئة، وكذا تأهيلها لولوج سوق الشغل من أبوابه الواسعة.
وبالفعل ذلك ما حصل تمّ الإعلان عن تاريخ المباراة، المنظّم لهذا البرنامج، وشروط الالتحاق بها. اجتاز من اجتاز وفشل من فشل بالالتحاق بهذا المشروع، الذي طلَّ على الفئة المعطلة كهلال رمضان، الذي يسعى كل واحد فيه إلى تعمير المسجد رغبة في توبة نصوحة، إلا أن هذا البرنامج لم يعط الثمار التي ترجى منه، بل زاد الطين بلّة. وما يؤكد أنَّ هذا البرنامج لم يكن مدروسا بالشكل المطلوب، والجيّد، هو عدم تقديمه أي جديد لتلك الفئات التي تغربت من جديد، وتكبدت عناء السفر، والجوع، والفقر، وتعنّت بعض الأساتذة المكوّنين لتجد نفسها مرمية من جديد في الشارع. وما يختلف فيه هذا البرنامج عن باقي البرامج التربوية الأخرى، هو أنه يطردك بطريقة ديبلوماسية، من خلال رميك من النافذة، والباب مفتوح أمامك ولا يمكنك أن تعود منه، أو تفكر في الخول معه من جديد؛ لأنك استوعبت الدّرس جيدا وفهمت اللعبة الملعوبة ودورك فيها.
وما يجعل هذا البرنامج فاشلا، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، هو عدم تسوية وضعية الفوج الأول، الذي تخرّج من المدارس العليا للأساتذة التابعة للتراب الوطني المغربي، بل جعلته يعيش في وحله وأفكاره التي دفعته إلى المشاركة في مثل هذه البرامج، التي تسهر عليها جهات غير مسئولة ولا تصلح لأن تكون على مصالح شعب. فهي تسعى كما سعت باقي الحكومات إلى تدمير الطاقات الشابّة، وتحسيسها بفشلها، وإقناعها بفشلها. وبالتالي إدخالها في دوامة الشكّ في قدراتها الذهنية والمعرفية والثقافية؛ لأنها لا تملك لا الوسائل ولا الأليات التي تمكنها من ولوج المناصب الحساسة...........
ولكن، لا نحمل كل المسئولية لهذه الحكومة التي حاولت إنقاذ هؤلاء الغرقى، ولكن بلا فائدة؛ لأن البعض من هذه الفئات، ضحايا، ساهم في قتل زملائه من خلال الدخول إلى الوظيفة العمومية بطريقة غير مشروعة ولا أخلافية. وهنا ينبغي أن نقف وقفة رجل واحد للحدّ من هذه المهازل، ومحاربة مثل هذه الظواهر التي استفحلت في وطننا هذا. الذي صار فيه اللصُّ شريفاً، والشريف قبيحا ولا يصلح أن يعيش، فنحن في بلد يعاقب فيه من سرق بيضة أو دجاجة أو حتى مليون، ولكن الذي يسرق الملايير ويجلب العار لبلد برّمته لا يُحاسب ولا يعاقب ولا يمكن لأي كان أن يهوي ناحيته. والطالب الحامل لشهادات عليا، وطموحات فعّالة، وأحلام مشروعة، يجب تعذيبه بطريقة أو أخرى حتّى يتخلى على هذه المشاريع، التي تكون غالبا غير موافق للبرامج الحكومية، التي غالبا لا تحمل لا طابعا برمجيا ولا أفق انتظار.
ولكن بالرغم من كل هذا وذاك سنناضل، بل سنحارب وسنستل سيوف المعرفة والثقافة والوعي الجماعي من أجل تنوير الطريق، وتنقيته من كل الأوساخ، وإزالة كل الحواجز والمعيقات التي قد تعترض طريقنا. بغية الوصول إلى الهدف الأسمى والأوحد لهذه الفئة، التي احتقرتها الحكومة وجعلت منها أضحوكة ومسرحا متنقلا على الأرض، ألا وهو الإدماج في أسلاك التعليم الثانوي التأهيلي لتربية النشء تربية حسنة، والتعامل معاملة تليق به. وبالتالي سنجعل من هذا البرنامج العبثي برنامجا ذا شأن عظيم، وتخطيط واضح، وتنظيم يسير. وما ضاع حقّ وراءه طالب.

حــــــــمــــــيــــــد هـــــرّامــــة



تعليقات

المشاركات الشائعة