2016 عام الحزن بالنسبة للشغيلة المغربية بعد المصادقة على الثالوث الملعون


من منا لم يحزن نهار الثلاثاء الأسود لما تم التصويت بمجلس المستشارين بطريقة اختلطت فيها الأوراق وتشابكت فيها المصالح حتى امتزجت الألوان و تداخلت مع بعضها البعض وأخرجت للوجود لوحة تشكيلية سوريالية لا يقرأها إلا الراسخون في علم السياسة المغربية وأفرزت نتائج التصويت ما لم يكن في الحسبان وصارت الغلبة فيها للباطرونا والأغلبية ضد فئة المستضعفين والمستضعفات من الموظفين والموظفات بأحسن بلد في العالم

والآن و بعد وقوع الحدث الأليم و الحزين ، فمن واجب إكرام الميت و هو دفنه...وانتظار كل الأصدقاء والأحباب والرفاق الأحرار في الأحزاب والنقابات والجمعيات الحقوقية الجادة و الد يمقراطية ، و التي لها ضمائر حية لا تموت و معروفة بتاريخ نضالاتها محليا ودوليا أن تقدم تعازيها الحارة و الحزينة للشغيلة المغربية المقهورة من طنجة العالية إلى الكويرة العزيزة في فقدان كل مكتسباتها التي ناضلت من أجلها منذ الاستقلال ، بنهاية ولاية هذه الحكومة التي بصمت ولايتها بشهادة الجميع بالإجهاز على كل مكتسبات الطبقات العمالية الهشة و الفقيرة بالهرم الاجتماعي وأغنت الغني وأفقرت الفقير بكل قراراتها اللاشعبية منذ 2011 حتى سنة2016

فالقول الصحيح الآن هو أن المعارضة قد ماتت منذ سنة2011 ولم تبق لنا منها إلا الذكريات مع الكتلة الديمقراطية بقيادة الاتحاد الاشتراكي و الفيدرالية الديمقراطية للشغل (بتاع زمان ) ،على لسان الإخوة في مصر، لما كان النضال له ذوقه وطعمه الطبيعي ولم يمتزج بعد بالمواد الكيماوية ليعطي منتوجا مضرا بالشغيلة المغربية.

وكذلك فالنقابات نامت نوما ثقيلا ولم تستيقظ نهار الثلاثاء الأسود حتى وصل القطار إلى المحطة النهائية وبدأ المسافرون في النزول الأخير ...وأخيرا شاهد الجميع ، كيف تم تمرير مشاريع التقاعد بعد ما كان الترقب سيد الموقف خلال الشهور الأخيرة ، و بعدما شاركت الشغيلة في أكثر من إضراب عام، و سيتم اقتطاع أيامه من رواتب المستضعفين والمستضعفات من الطبقة الشغيلة فوق هذه الأرض .ولم يتم الحسم النهائي إلا في شهر رمضان الأبرك ، والحكومة تسرع الخطى في مائة متر الأخيرة من عمر ولايتها لتمرر كل شئ يضر ولا ينفع الطبقة الشعبية في المجتمع المغربي ،وعينها على07 أكتوبر مرة أخرى لتعيد الكر...
ففي هذا الشهر الأبرك تم اتحاف الشغيلة المغربية بالخبر المشؤوم ،و الذي تكون فيه القلوب متجهة إلى الرحمان ويكون الدعاء مستجاب من رب العزة والقلوب خاشعة متضرعة له... فنزل هذا الخبر كالصاعقة على الجميع، و بأن رئيس الحكومة استطاع تمرير مشاريع التقاعد بثالوثه الملعون ، بعدما ثم التصويت عليها بالأغلبية لصالح هذا الأخير ب27 صوتا مقابل 21 وبدت القلوب حزينة و متألمة، و الكل سخط على كل من كان السبب من نقابات وأحزاب سياسية شاركت في هذا السيناريو المحبوك ضد مصالح الضعفاء والفقراء من أبناء الشعب كي يشتغلون كثيرا ويرزقون قليلا وهذا منطق القوي أما الضعيف ...وبعدها أمست مصداقية الجميع في خبر كان...أما جيش الموظفين والموظفات فلا حول لهم ولا قوة إلا بالله القاهر فوق عباده ...لكن الله يمهل ولا يهمل...فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... يا من خلط بين دين الله ومصالحه الحزبية والنقابية والسياسية كي يحقق مبتغاه الدنيوي ،وينال ثقة الشعب باسم الله ورسوله ، وله نقول باسم الدين الإسلامي الحنيف ، فغذ ا يومئذ عند الرحمان لن نسامح من أكل لنا أرزاق أولادنا وقهرنا بالعمل الكثير والأجر القليل ...وأليس الصبح بقريب؟ (حل عينك غمضها.)..قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسأل العادين ، قال إن لبثتم إلا قليلا لوأنكم كنتم تعلمون . أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون ...صدق الله العظيم... فاعتبروا يا أولي الألباب قبل فوات الأوان ...

 بقلم :ذ عبد الرحيم هريوى

المشاركات الشائعة