المدرسة العمومية "ما نايضة ما نايضة غير زيدوها التعليم الأولي ولا غيرو"




دمج التعليم الأولي والتعليم الابتدائي لتشكيل سيرورة تربوية منسجمة تسمى "الابتدائي"، مدتها ثمان سنوات وتتكون من سلكين: السلك الأساسي الذي سيشمل التعليم الأولي، والسلك الأول من الابتدائي، من جهة، والسلك المتوسط الذي سيتكون من السلك الثاني للابتدائي، يقول المصدر بهذا الخصوص "زيدو على المدرسة العمومية ما نايضة ما نايضة"و"المدرسة العمومية ما قدها الفيل زادوها الفيلة".
وأكد المصدر أن المدرسة العمومية تعيش تعثرا حادا وتراجعا كبيرا في جميع المستويات والأصعدة حسب ما أفاد به تقرير التنمية العربي الرابع  إضافة إلى التقارير الوطنية التي اشتغلت على أعطاب المدرسة المغربية.
ويضيف المصدر أنه كلما فشل في مشروع إصلاح وهدرت أموال الشعب بدون مساءلة أو محاسبة إلا ويبحث القائمون على الشأن التعليمي بالبلاد على مشروع آخر، و"يطبلون" له و"يزمرون" ويقدمون أرقاما مصنوعة ولا تمت بصلة للمدرسة العمومية  بتخوم الجبال والأرياف والقرى والمداشير، ويعلنون صورا لمؤسسات تعليمية بالقنوات التلفزيونية بعد ترتيبها وتزيينها كنموذج ( التوجيهة د السلعة).
المصدر نفسه أوضح أن منذ المخطط الخماسي (1981-1985) إلى الرؤية الإستراتيجية 2015/2030، إصلاحات كلها باءت بالفشل، بل أدت إلى تراجع المستوى التعليمي، لأنها لم تلامس الاعطاب الحقيقية للمدرسة العمومية وغلب عليها التنظير واستنساخ نماذج دولية، كما أنها ولعلتها  لا بصمة لها  بالفصول الدراسية، متسائلا أين هي الحصيلة وأين هي المحاسبة وأين هو الجزاء؟
إن الإصلاحات المزعومة التي اعتمدها مهندسو (باب الرواح)، على كثرتها والميزانيات التي يقال أنها أنفقت عليها (مثال ملايير الربنامج الاستعجالي)، لم تفلح في إعادة النور إلى المدرسة العمومية. كما أن غياب مسؤولون يقدرون المسؤولية حق قدرها، حوّل قطاع التربية والتكوين إلى حقل تجارب، يجرّب فيه  كل مرة ما يصطلح عليه برنامج، رؤية، مخطط، .....، لا يكاد يبدأ حتى يثبت فعليا عدم نجاعته، ومصيره الإخفاق والفشل وهدر المال العام، و مدرسة عمومية معطوبة.
وقال المصدر، الكتاب المدرسي (اللغة العامية ) والمقرر من مشاكل التعليم الابتدائي، وهذا الأخير غارق في برنامج طويل وهناك كذلك مواد دراسية كثيرة، تنهك قوى الأستاذ والتلميذ على حد سوى،اللغة العربية، اللغة الامازيغية، الرياضيات، التربية الإسلامية، النشاط العلمي، الاجتماعيات، اللغة الفرنسية، ...الخ،وكل مادة كالتربية الإسلامية أو النشاط العلمي تتشعب بدورها إلى مواد.
وأردف المصدر أن  تقريرا سابقا لليونسكو، حذر من أن المغرب لن يتمكن من تحقيق أهدافه الخاصة بشأن التعليم قبل خمسين (50) عاما تقريبا، مؤكدا أنه في حال تبنيه نفس منهجية الاشتغال ونفس السياسة التعليمية ونفس الوجوه في المسؤولية، فإن تعميم إتمام التعليم الابتدائي لن يتحقق قبل سنة 2065. فما بالك التعليم الأولي؟ ومؤخرا صنفت ذات المنظمة المغرب في آخر الترتيب بالنسبة لجودة التعليم، حيث جاء من ضمن 15 دولة الأكثر تخلفا في التعليم.
 وتابع المصدر، أن كل مرة يأتي المسؤول الأول على القطاع ويتقدم بخطاب رسمي، وأمام عاهل البلاد، وهو ما وقع يوم 17 شتنبر الجاري، حيث قدم "أمزازي" الحصيلة المرحلية والبرنامج التنفيذي في مجال دعم التمدرس وتنزيل إصلاح التعليم، لكن لم يقدم حصيلة مساءلة ومحاسبة المتورطين في اختلالات البرنامج الاستعجالي، وإسناد مناصب المسؤولية.
 وفي سياق متصل ذكر المصدر أن"اللبار"، قال في إحدى مداخلته أثناء جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة في مجلس المستشارين، إن إصلاح التعليم في البلاد " لقي مقاومة شرسة من عصابة المقاومة التي تنهب أموال الشعب"، والتي لم تجد بحسبه "الشخص الذي يستأصل جذورها لحد الآن" و "يتحكمون في التعيينات".
"طفروها في التعليم الابتدائي ما خصهوم غير ازيدو ليه التعليم الأولي".
محمد جمال بن عياد

تعليقات

المشاركات الشائعة