المتصرف التربوي ꞉ بين التهليل وإكراهات التنزيل
من رؤيا استراتيجية متحضرة , ومن أهدافها و غاياتها
المتنورة, و سعيا لجعل هياكل مؤسساتها التربوية مثمرة , تمخضت دواليب الإدارة وهي مع ذلك مستنكرة , لما آلت إليه أوضاعها التسييرية المتعثرة , فرأيناها تستجمع كل مقوماتها مستحضرة ꞉ مباراة الولوج – تكوين نظري – تدريب ميداني – مجزوءات تكوينية – وضعيات
تربوية مستثمرة ...جد واجتهاد – بحث تدخلي و حالة مستنفرة, لتنجب لنا إطارا إداريا جديدا يمتلك آليات متطورة , يمكن وضعه في كل مناصب
الإدارة التربوية التي هي الآن شاغرة أو متبعثرة , ليدبرها و يصوبها ويقومها حتى تساير مرامي
الرؤيا بروح وعقلية جديدة متفكرة , ملؤها التشارك , التواصل , القيادة الفعالة ,
المبادرة وروح الإبداع المتعطرة , البعيدة كل البعد عن اتخاذ القرارات
المتفردة المتكبرة, وعن التسلط البيروقراطي الذي أبان عن مرجعيته المتحجرة ,
العاجزة عن مسايرة المستجدات المستنيرة , بل و الأدهى أنها على هذا التجديد الإداري التربوي متنمرة .و لتجاوز هذا
العائق الكبير الذي يحرق الإصلاح بناره المتقدة المستعرة , كان لابد من خلق إطار إداري بمواصفات و آليات و إمكانيات - بتوفيق من الله - قادرة و
مقتدرة .
وهكذا كان استحداث إطار المتصرف التربوي , الذي عليه
أن ينخرط في الإصلاح التربوي , و أن يركب قاطرة التنمية البشرية و بفكره
التوعوي , يساهم بمجهوداته في تطوير مشروع بلدنا التنموي , إلى حد الآن الأمور تبدو وردية المستقبل يا من تقرأ مقالي الثوروي.
ثورة على مخرجات مسلك حيكت له في الخفاء حيلة و سياسة ,
تعطي لخريجيه في سلك الابتدائي الرئاسة , بمهام و مسؤوليات لن يستطيع جمع شتاتها و
لو استعان بعجلة و دواسة , أو أن تجعله في السلكين الإعدادي و الثانوي في منصب الحراسة . تقزيم و تبخيس لأدواره المنتظرة الحساسة
, التي تستدعي منه شغل مناصب أعلى بحسن تدبير و كياسة , يقولون أنه يحتاج لتقلدها إلى كثير من المراسة , و كأن من يشغلها الآن هو ذو مرية و قداسة ...الواقع
أن ما يصبون إليه هو الحفاظ على المناصب والكراسي يدافعون عنها بشراسة
, الأمر بات جليا لا يحتاج تحليلا ولا دراسة .
بقلم ذة.نادية الزقان
تعليقات
إرسال تعليق